
#رائد_عبدالرحمن_حجازي
ذات يوم وفي بدايات طفولتي المبكرة طلب منِّي والدي رحمه الله بأن التقط شيئاً ما عن تلك الطاولة ذات الأرجل القصيرة وقال لي : هو يابا ناولني هالخوصة ، فقلت له : أي خوصة ؟ فقال : ولك هظيك إللّي على الطبلية . توجهت بخطى بطيئة لتلك الطبلية لأتفاجأ بعدة أغراض عليها ، فقلت له : يابا أي وحدة الخوصة ؟ فقال لي بنبرة قوية : ولك هظيك إللي بحد الخاشوقة .
نظرت لمجموعة الأشياء على تلك الطاولة المقزمة وكانت عبارة عن كوباً من الألمنيوم لشرب الماء وصحناً به بعضاً من الأرز بالإضافة لملعقة طعام وسكين . لذلك اجتهدت وتناولت كوب الماء ظناً مني بأن والدي كان عَطِشاً كونه كان للتو قد أنهى تناول طعامه ، وعندما استدرت وأصبحت وجهاً لوجه معه شاهدته يبتسم ليطلق بعدها ضحكته المعهودة وقال لي : ولك أني قلت لك ناولني الخوصة مش كيلة المي واستدرك قائلاً : يابا الخوصة هي نفسها السكين والخاشوقة هي المعلقة .
منذ ذلك اليوم عرفت بان هناك لغةً جديدةً في انتظاري مستقبلاً غير تلك اللغة التي كنت أتعلمها في المدرسة .


