
خزي وندامة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
اخوتي.. في هذه الأيام نحن نشهد على بدء معركة الانتخابات والتي تبدأ عادة باختيار المرشحين لخوض غمار هذه المعركة الشرسة، ولخوض أي معركة بشكل جيد وفعال عليك أن تحسن بدء المعركة.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما طلب منه أبا ذر أن يوليه :
( يا أبا ذر ! إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدّى الذي عليه فيها )).
“خزي وندامة” هكذا كان وصفه عليه السلام لمن يولّى الأمانة ولم يعطها حقها ولم يؤدِّها كما أمر الله ورسوله .
فلذلك أستغربُ وأستهجنُ إقبال الكثير على ترشيح أنفسهم لحمل الأمانةِ وهم ليسوا بأهلٍ لها ، إنها أمانة وحملها ثقيل، فلا أعلم لمَ هذا التهافت على حمل مافوق طاقتهم ومقدرتهم ، ألا تعلم انك ستحاسب على أي تقصير وعلى رد المظلومين ونصرة الظالمين المتجبرين؟ أوَلى تعلم أيضًا أن تحيزك لأقاربك و أصدقائك ونفسك على حساب العامّة سيؤدي بك الى التهلكة وحصدك للأكف المرفوعة التي تدعو عليك ؟
ثم أن العائلة و متطلباتها ترهق الكاهل..فكيف بمتطلبات آلاف العائلات ؟! وتذكر أنك في حال تقصيرك مع عائلتك فستعلم بهذا التقصير سريعًا، ولكن هل ستعلم به عندما تصبح أنت المسؤول عن آلاف العائلات ؟
فكر مليًّا قبل اتخاذك قرار حمل هذه الأمانة العظيمة فعند حملك لها أنت مسؤولٌ عن كثير من البشر؛ فلم تعد مسؤولًا عن نفسك وأهلك فقط !
فكر مليًّا وتذكر أنه لن يحمل أوزارك عنك أحد !
فكر مليًّا بين أن تكسب جاهًا وتخسر آخرة !
فكر مليًّا أنك ستسهر على راحة رعيتك لا راحتك !
فكر مليًّا وعميقًا واسأل نفسك هل أنت قادر على حمل الأمانة ؟ وهل أنت قادر على تلبية رغبات ومتطلبات الشعب كلًّا على حد سواء ؟
وأخيرًا في حال فكرت مليًّا وأمعنت التفكر و وجدت أنك قادر على حمل الأمانة وتبعاتها فوفقك الله في حمل هذه الأمانة العظيمة وأعانك الله في تدبر أمور العِباد و تحمّل عِبء مسؤوليتهم .
“إلا من أخذها بحقها وأدّى الذي عليه فيها” إن لم تكن منهم فلا تخطو معهم.
ودمتم بحفظ الله ورعايته.