#القوقعة و #أحمد_حسن_الزعبي
#خالد_عياصرة
في روايته السوداوية المتعبة يتحدث الكاتب مصطفى خليفة عن البطل الرواية مصطفى، المسيحي الذي سجن 15 عشر عامًا بحجة انتمائه للإخوان المسلمين ، وعندما انتهى الّا امل السجين قام بحفر قبر في غرفة السجن ليضم جثته حال موته أي لحظة ولأي سبب، مقابل سجين آخر أجبر على ابتلاع فأر، ومساجين بعد اليأس صاروا أدوات تعذيب للآخرين لأن السلطة تريد ذلك، حيث يحب الضحية الجلاد ويصير متعلقا به، في تطبيق عملي ل ” عقدة ستوكهولم “
تذكرت الرواية اليوم، إذ أتذكر الصديق الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي السجين في أحد الغرف البعيدة بعد حكم غريب جعل منه عدو للدولة والنظام في لحظة تناسى بها الجلاد أحمد بكل لغته وطيبته و أردنيته وعاطفته كانت تهتز إذ أصاب الدولة مكروه ….
في الأدب، كما في التاريخ، هناك ما يمكن اعتباره قاعدة جيدة يعتمد عليها الأذكياء في السلطة: هذه القاعدة تقول: لا تعادي كاتباً ” ساخراً ” لانه وإن طال #السجن لابد أن يخرج من سجنه حيث حريته والفضاء، الفضاء الذي يصعب السيطرة عليه من قبل الحكومات مهما امتلكت من أدوات وقوانين.
نصيحة من بعيد للسيد دولة رئيس الوزراء جعفر حسان، إن أردت الحقيقة لا تستمع الى من يطالبون لك ” العطوة والمهلة ” دعك من الذين لا يعرفونك إلا أن جلسوا معك او اقتربوا منك، فتصير بالنسبة لهم ” سوبر رئيس وزراء ” قادر على اختراع الأفكار والمشاريع من العدم إن توفرت لك فرصة الرضا بالأمر الواقع الشعبي، دون سؤال وجواب، دعك من المداحين أثناء شروق الشمس واثناء اطلالة القمر، لقد فعلوا ذلك مع كل رئيس وزراء سبقك، فنسوه ما إن رحل.
الذي اعرفه أنت رجل تقرأ كثيراً، لذا ارجع إلى بعض ما كتبه أحمد حسن الزعبي، اتخذ قرار الافراج عنه، وبما أننا جميعاً تحت مظلة الدولة ونحب الملك عبد الله الثاني، فالأصل أن تصيروا مثل الملك.
وهاك هذه القصة التي تعرفها انت جيدًا بحكم قربك من الملك، في عام 2021 حصلت مشكلة مع الفتاة الأردنية آثار الدباس بعد مشادة كلامية مع فتاة أخرى، أساءت فيها إلى أبو آثار المتوفى، قائله: ” ابوك مش أحسن من الملك، لترد آثار: لا ابوي احسن من الملك.
انتقلت الحكاية إلى القضاء الذي اعتبر دفاع الفتاة عن أبيها إساءة لشخص الملك، حوكمت بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عام، عرف الملك بالقصة وغضب، فماذا فعل ؟
اتصل بالفتاة وشكرها، استخطى أفعال الآخرين، أُسقط الحكم، و وعدها خلال المكالمة الهاتفية بأنها ستكون بخير وأنه سيطمئن عليها لاحقًا أيضًا بشكل شخصي، قائلا لها إن من حق كل إنسان أن يفتخر بأبيه، وأنه طلب منها أن تحافظ على معنوياتها .
دولة الرئيس، لو كنت قريباً منك اليوم، راح ” اوشوشك ” وأقول استبدل كل الطاقم الإعلامي حولك – لا ترضخ لمركز القوى التي تشكلت في السابق – وكل المستشارين، اجعل الذين تتخذهم أرباب نقاش ومشورة صورة مطبوعة في عقلك وحدك، لا يعرفهم أحد.
دولة الرئيس ليكون الملك القدوة في التعامل مع ملف الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي، وزنت تعلم أن الكاتب القابع في السجن، يتحول إلى سلاح لا يمكن احتمال تأثيره لاحقاً، حتى وأن سجن ألف مرة بعد ذلك.
لماذا تريدون للكاتب أن يخط روايته من هناك بأدق تفاصيلها، لماذا تريدون قتل قلبه الساخر بسحركم ؟