حلم الشعب 

#حلم_الشعب 

#هبه_عمران_طوالبه

في الشمال البعيد من بلدة الشعب، كان الظلم يعلو كغيمةٍ سوداء لا تنقشع، وكان الحاكم وحاشيته ينهشون أرواح الناس قبل أرزاقهم، حتى جفّت الأرض من العدل كما يجفّ النهر من الماء.

وفي زاويةٍ صغيرة من القرية، عاش طبيب أعشاب بسيط، جعل من حكمته علاجًا للفقراء. لكن حين مرض ابنه الوحيد، ضاقت عليه الأرض بما رحبت. جرّب ما يملك من أعشاب، لكن المرض كان أعتى من كل وصفاته. حمله إلى المشفى، فلم يجد طبيبًا ولا رحمة. صرخ حتى تكسّرت حروفه على جدران الصمت:

مقالات ذات صلة

“أريد علاجًا لابني… أريد حياةً لابني!”

لكن الصمت كان أعمق من صرخاته، حتى أسقطه اليأس مغشيًا عليه.

هناك، في عالمٍ آخر، رأى مدينة لم يعرفها من قبل. مدينة تشرق بالعدل كما تشرق الشمس بعد ليلٍ طويل. لم يكن أحد فوق القانون، لم يكن الفقر قيدًا ولا الغنى سيفًا. الفلاح صار وزيرًا، والفقير صار صانعًا للحياة، والبلاد أزهرت بخيرٍ واعتدال.

رأى نوابًا يحملون أصوات الناس كأمانة، لا كبضاعة تُباع وتُشترى، ورأى رئيسًا لا يعلو عليهم، بل يمشي بينهم كابنٍ للشعب.

حينها ارتجف قلبه وقال بدهشةٍ أقرب إلى البكاء:

“أهذا هو الحلم الذي طال انتظاره؟ أم أنني ما زلت عالقًا في حلمٍ لا يريد أن يصحو؟”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى