#حكومة #التعريفة
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
لا يوجد ما هو أدق من وصف هذه الحكومة بحكومة التعريفة نسبة لوزن قيمة إنجازاتها التي في مجملها لا تساوي التعريفة ، فهي لم تفلح الا بتنظيم المهرجانات الغنائية الهابطة واحياء حفلات الدبكة والاستعراضات الفارغة، اي انها لم تقدم شيء للمواطن بل زادت من أعباءه، المؤسف أن من بين أعضائها من كنا نتوسم فيهم انهم رجال دولة ووطن عند الشدائد وقد قضوا ثلثي عمرهم على كرسي الوزارة حيث بينت الايام انهم ليسوا سوى ازلام مكاسب ومنافع ، حكومة التعريفة هي الامتداد الطبيعي لحكومة الرفع وحكومة الدغري وحكومة البولوبيف والماكنتوش وطائر الفينيق وجميعها كما يقال بالعامية من نفس البكسة .
تخفيض التعرفة السعرية لبعض #المشتقات #النفطية بمقدار تعريفة يعبر عن القيمة الفعلية لهذه الحكومة من جهة ومن جهة أخرى ازدرائها لهذا الشعب الطيب، المشتقات النفطية والكهرباء تباع حالياً للمواطن بثلاثة اضعاف سعرها الفعلي ومع هذا لم تخجل حكومة التعريفة من هذه الاستهانة بالشعب الذي أذل نفسه عبر عقود من الصمت على الكثير من الممارسات اللاوطنية التي انتهجتها حكومات الولاءات الصهيوامريكية التي أوصلتنا الى تسليم الوطن لقمة سائغة للاطماع الصهيونية وشعب جائع يبحث عن لقمة عيش فقط.
كان امام حكومة التعريفة فرصة حقيقية أن تسجل موقفا وطنيا بأن تقوم بخفض حقيقي لاسعار الطاقة من خلال منع استخدام السيارت الحكومية للوزراء والمستشارين والمدراء العامين والأمناء وكبار المسؤولين خارج أوقات الدوام الرسمي، علمًا ان هذه الاستخدامات هي استخدامات خاصة، إضافة لبعض الاجراءات التقشفية أو حتى الغاء بعض الوزارات وتخفيض عدد الوزراء ما دام هناك مرجعية اخرى لتنفيذ الاجراءت، فقد قرأت وسمعت وشاهدت الكثير من ممثلي الشعب نواباً ورؤساء مجالس يخاطبون ويجتمعون مع رئيس الديوان الملكي لتنفيذ مطالبهم ! فالاستغناء عن الوزراء او بعضهم سيوفر مبالغ كبيرة تهدر شهريا بلا نتائج ايجابية وبالتأكيد لن يكون هناك اية تداعيات سلبية ناهيك عن المؤسسات المستقلة والديوان الملكي الذي اصبح عدد موظفيه يفوق عدد موظفي وزارة العمل مرتين والشركات الحكومية التي تستنزف الكثير من الموارد ، كذلك تقليص عدد السفارات وموظفيها عديمة الفائدة في الكثير من دول العالم .
لا زال الاردنيون يتغنون بإنجازات الشهيد وصفي التل رحمه الله التي لا زالت شاهدة على ذاتها بالرغم ان جيلين كاملين لم يعاصروه ، هو لم يكتب حرفاً واحداً عن نفسه لكن شعباً كاملاً يشهد على إنجازاته ويتلمس إرثه الوطني ويكتب حروف اسمه تبجيلاً وافتخاراً؛ إنهض يا وصفي فقد دُنس الوطن الذي استُشهِدت من أجل عزته وكرامته وسيادته واستقلاله ! ماذا سيكتب الشعب الأردني والتاريخ عن حكومات الدغري والرفع والبولوبيف والماكنتوش وطائر الفينيق والتعريفة ، ماذا سيكتب عن حكومات التواطؤ واتفاقيات الذل مع دويلة الكيان الصهيوني ، ماذا سيكتب عن حكومات قهر الشعب وتجويعه ، ماذا سيكتب عن حكومات أضاعت جيلاً بأكمله ، ماذا سيكتب عن حكومات انخرطت كلياً مع المشاريع الصهيوأمريكية وكرسّت كل جهودها لخدمة الطبقة الحاكمة التي لا تتجاوز نسبتهم 5% لزيادة استثماراتهم وأرصدتهم ورفع مستوى رفاهيتهم ! ماذا سيكتب عن حكومات أضاعت الوطن ! هل سيكتب أن ثمن أحذية إحداهن كانت كفيلة بإعالة (100) عائلة لمدة عامين كاملين ! وأن ثمن فستان واحدٌ لأخرى كان سيعيل نفس العدد أيضاً لمدة عامين كاملين ! وتكلفة سفرة استجمام لثالثة كانت كفيلة بتشغيل (100) جامعي ! وثمن عطور وميكياج ومجوهرات لرابعة كانت كفيلة ببناء وتجهيز عشرة مدارس ! وتهريبة واحدة لملاذ آمن من الحجم الصغير كانت كفيلة ببناء وتجهيز خمسة مستشفيات ! ماذا وماذا سيُكتب… ! لكن المؤكد ان ما سيكتب عنكم لن يكون في سجل الخالدين !