سواليف
تناول برنامج على قناة الجزيرة الوثائقية تاريخ المنسف الأردني ومكوناته وعادات تناوله لدى الأردنيين، وتطرق الوثائقي لأسباب كره اليهود لهذا المنسف منذ أقدم العصور، ونسب الباحث “حامد النوايسة” المختص في التراث الشعبي الأردني تسمية “المنسف بهذا الاسم لأن الأصل فيه الجريش– تنقية الحنطة وطحنها” مشيراً إلى أنه لم تكن في الماضي حصادات آلية تحصد القمح -كما هي اليوم- وكان النساء والرجال “ينسفون” القمح في صدر الأكل– أي ينقونه من الشوائب –حتى يتم فرز الحجر وكان من الواجب إكرام الضيف وطمأنته بأن الأكل سيكون سهلاً وطرياً على أسنانه فكان المضيف يقول لضيفه “أكلك منسّف ونضيف”.
وبدوره أوضح الباحث “نايف النوايسة” أن “المنسف عبارة عن صحن كبير من النحاس، وليس صدراً وله حلقات وكرسي ويتسع لثلاثة عشرة شخصاً” وتطرق النوايسة إلى الجذور التاريخية للمنسف ما قبل الإسلام وقبل الميلاد، فهو ليس طعام وإنما فيه من الرمزية المتعلقة بالنضال والعقائدية أكثر مما هو طعام لملء البطون.
واستعرض “حامد النوايسة” تاريخ المنسف الأردني منذ عهد الملك ميشع المؤابي 147 ق. م مؤسس مدينة الكرك والموحد كما جاء في كتب التاريخ لأنه وحد مملكة ديبول مع مملكة مؤاب، وسبى في معركة ديبول 4000 يهودي وهم الذين بُنيت مدينة الكرك على أكتافهم فيما بعد، وأشار النوايسة إلى أن ميشع أمر بأن تطهو مملكة مؤاب بكاملها اللحم باللبن، ومن لا يأكل اللبن اعتُبر مع اليهود وليس مع المؤابية.
ولفت النوايسة إلى وجود نصوص في التوراة “سفر الخروج-الإصحاح 14 وسفر التثنية الإصحاح 23” تشير إلى قدسية الشعب اليهودي عند الرب وارتبط ذلك بأن لا يأكلوا لحم الجدي المطهو بلبن أمه، وعندما وجد المؤابيون هذا التحريم لدى اليهود أباحوا هذا الطعام نكاية بهم.