حفاوة تقول: الرياض مهمة لنا
طريقة استقبالنا الملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودي كانت احتفالية وحميمية الى الدرجة التي يمكن منها فهم «الفلك» الذي يدور فيه الاردن، وايضا فهم مدى حاجتنا للرياض في هذا الوقت الدقيق والحاسم.
علاقتنا مع السعودية مصيرية وتاريخية، لا يمكن الفكاك منها، وليس من المعقول سياسيا واستراتيجيا الا ان تكون بحالة صحية جيدة في اغلب الاحيان.
ملوكهم السبعة، ملوكنا الاربعة، يقطعون الشك باليقين بأنه لا بديل عن استمرار كل طرف في الحكم، وحتى في اعمق الخلافات كانت الامور تدار بمنطق الحد الادنى للاستمرار.
يأتينا اليوم الملك سلمان قبيل القمة العربية المنعقدة في البحر الميت ليدشن مع عمان حالة تنسيق وتعاون سيكون لها اثرها على مقررات القمة وعلى سلوكنا المشترك تجاه كثير من الملفات.
اليوم تعيش المنطقة والاردن تحديات عير مسبوقة وازمات مفتوحة تحتاج الى تنسيق اردني سعودي عالي المسؤولية، وتحتاج في بعض المفاصل الى ادارة الخلاف في وجهات النظر بما لا يمس اصل العلاقة وتدفقها.
زيارة هامة وتاريخية، لا غبار على وصفها بذلك، زيارة تأتي في ظرف اقتصادي اردني صعب وخانق سببته عوامل مختلفة منها ازمة اللجوء السوري، وكلنا امل ان يقف الاشقاء الى جانبنا بما يكفي لدرء المخاطر.
اهلا بالملك سلمان الذي نظن انه مختلف في رؤيته لكثير من الملفات، ومع تقديري ان في علاقات الدول «ما في اشي ببلاش»، لكن يكفي الاشقاء السعوديين ان يدركوا اننا سند لهم، وان التحدي الذي يصيبنا يصيبهم، وان الخلاف في بعض القضايا لا يفسد للود قضية.