حرق القنصلية الإيرانية في البصرة / عمر عياصرة

حرق القنصلية الإيرانية في البصرة

أهل البصرة ينتفضون على اوضاعهم المأساوية التي يعيشونها، فرغم ان محافظتهم تسكن فوق 70% من ثروة العراق النفطية والمعدنية، الا انهم الافقر، والاكثر افتقارا للماء والكهرباء.
في الاثناء هناك معركة سياسية في العراق وعلى العراق، فالاحزاب تتناحر من اجل الحكم، وايران والولايات المتحدة الاميركية تتنازعان للسيطرة على قوى الداخل.
البصريون اثناء فعالياتهم الاحتجاجية حرقوا القنصلية الايرانية، تلك رسالة لا يستهان بمضمونها، بل هي اعلان عن انقسام شيعة العراق تجاه الموقف من ايران.
هذا تطور لافت، فبالاضافة الى نهاية حالة التناغم الايراني الاميركي في الساحة العراقية، وبدء الصراع بينهما على المكشوف، تنقسم الكتلة الشيعية الحرجة في موقفها من ايران مع وضد.
اذاً، العامل المذهبي الذي راهنت عليه ايران لمد نفوذها الى العراق بدأ بالتصدع سياسيا (الصدر والمالكي) وشعبيا (تظاهرات البصرة وحرق القنصلية).
طبعا، السبب الرئيس في كل ذلك ان ايران سلكت في العراق مسالك دولة الاحتلال، وفشل أتباعها من القوى السياسية بتحقيق نجاحات الحد الادنى للتنمية.
غطت طهران على فساد الطبقة السياسية، وحرمت البصرة من الكهرباء والماء، وحرضت الجماعات على بعضها البعض، كما انها شجعت منطق الميلشيات الارعن.
ما يمكن الجزم به بعد حرق القنصلية ان ثمة مناخا عدائيا بدأ يتشكل ضد ايران عند شيعة العراق، آخذين بالحسبان ان هناك كتلة حرجة لا زالت تدين بالولاء لطهران.
امريكا موجودة في المشهد، تراقب وتريد اقتناص الفرص، فقد كانت على الدوام متفقة مع ايران على حرمان العراق من استقلاله وسيادته.
ما نتمناه ان تخرج من بين الجموع كتلة وازنة سياسيا وشعبيا، تؤمن بالهوية الوطنية العراقية الجامعة، فلا ترمي نفسها في حضن واشنطن بعد ان تمردت على عباءة طهران.
نعم، هناك تحولات في بغداد يمكن اعتبارها فرصاً لإنتاج عراق مختلف، واتمنى ان يتنبه العرب، والسعودية تحديدا لذلك، بشرط ان يكون الهدف اعادة العراق للاستقلال لا لتبعية امريكا.
لست يائساً من عودة العراق الى حضنه العروبي، وعلينا ان لا نستعجل، لكن على ما يبدو ان انقسام الشيعة من ايران يعطينا فسحة للحلم والامل وللانتظار الايجابي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى