حرائر أردنيات خلف القضبان / عبد الرحمن البلاونه

أصبحن غارمات ، وأصبحت مراكز الإصلاح والتأهيل ” السجون ” مأوى لهن . دفعتهن الحاجة و الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعشنها للجوء إلى صناديق الإقراض لتمويل مشاريعهن الصغيرة والمتوسطة بحثاً عن مصدر للرزق لهن ولأطفالهن بعدما تقطعت بهن السبل ، كي لا يسألن الناس إلحافا ، حفاظاً على كرامتهن وكرامة أطفالهن ، منهن أرامل وأمهات لأيتام فقدوا معيلهم ، ومنهن من اقترضت لسداد الديون التي أثقلت كاهل زوجها الذي أقعدته الأمراض والعجز عن العمل . تعثرت مشاريعهن ، وعجزن عن سداد القروض وأصبحن نزيلات يخفين حزنهن وفقرهن وحاجتهن خلف القضبان ، حملن لقباً سيرافقهن ويرافق أبنائهن وبناتهن مدى الحياة ، في مجتمع لا يرحم ، فنظرات أبناءه سهام تغرس في قلوبهن في كل لحظة يعشنها وخاصة اللاتي تشرد أطفالهن وضاع مستقبلهم بعد دخولهن السجون .
وكان لصناديق الإقراض الدور الأبرز في تعثر هذه المشاريع وفشلها لسبب بسيط ، وهو الاكتفاء بتقديم الدعم المالي ، وعدم المساعدة في عمل الدراسات اللازمة و الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع ، وتسويق المنتجات ، فمن لجأن لهذه الصناديق لا يملكن العلم ولا الخبرة التي تمكنهن من إدارة هذه المشاريع التي عجزن عن إدارتها وعجزن عن تحقيق النجاح بها ، فباءت محاولاتهن بالفشل وكانت السجون مأوى لهن .
من هنا أصبح واجباً على الدولة محاربة الفقر والبطالة و اجتثاث الأسباب التي أدت بهؤلاء السيدات إلى هذا المصير المؤلم ، والحفاظ على كرامة الغارمات للحفاظ على كرامة الأسرة وكرامة المجتمع بأسره ، وعلى وسائل الإعلام الدور الأكبر في تخصيص برامج تثقيفية لتوعية السيدات من خطورة التعامل مع هذه الصناديق وخطورة توقيعهن على الشيكات وسندات الأمانة كي لا يقنع فريسة سهله خلف القضبان .

عبد الرحمن البلاونه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى