#جنين .. #عنقاء_فلسطين
المهندس : #عبدالكريم_أبوزنيمة
كعادتها #جنين سطّرت في معركتها الأخيرة مع جحافل جيش #الكيان العنصري أروع حكايات ومآثر #البطولة ، جنين ومنذ بداية الصراع الوجودي مع قطعان المستوطنين وهي موطن الكرام والثوار تمثل رمزية النضال والكفاح والمقاومة وملاحم البطولة، جنين مُسحت خلال العدوان عليها واجتياحها عام 2002 لكنها كعادتها كالعنقاء تنهض من تحت الرماد لتسطر من جديد أسطورة الصمود والانتصار .
اؤلئك الأبطال من فتية مخيمها الذي لا تزيد مساحته عن نصف كيلو متر مربع هم أحفاد المهجرين من بيوتهم في حيفا ويافا والكرمل وغيرها ، هم وآباؤهم لم يشاهدوا ولم يعرفوا تلك المدن والقرى المحتلة من أرض فلسطين لكنها بقيت وستبقى تعيش في قلوبهم وأرواحهم وضمائرهم ولا زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم المغتصبة ، إنّهم فتية أبوا وأصرّوا إلّا أن يعيشوا في زمن العزة والكرامة والنضال ولم يغريهم زمن التفاهة والميوعة والخيانة والارتزاق التي حاولت زمرة معاهدة أوسلو جرّهمْ إليها وإغداق أموال ذل التنسيق الأمني عليهم ، لذلك سطّروا اليوم أروع انتصار على الفاشية الإسرائيلية .
لقد فشل العدو الصهيوني الذي حشد نخبة قواته المدججين بأحدث الدروع ووسائل وأدوات الحرب الحديثة وبمظلة جوية على مدار الساعة دخول المخيم واجتثاث العنقاء الفلسطينية منه ، هذا الهجوم انكسر وهزم على اطراف وأبواب المخيم ولم يحقق أي هدف يمكنه من التفاخر به وكل ما حققه هو تدمير البيوت والبنى التحتية وهذا ديدنه على مدار تاريخ الصراع وهو أجبن من أن يخوض معركة مواجهة حقيقية بالرغم من امتلاكه كل عناصر التفوق العسكري .
يحق لكل أبناء امتنا العربية والاسلامية وأحرار العالم الفخر والتفاخر والاعتزاز بهذا النصر بالرغم من آلام الجراح ، هذه الملاحم تضيف درعا جديدا لجبهة المقاومة وبذات الوقت تهدم جداراً من جدران وكر أزلام أوسلو الذي وصف عرّابها يوما ما صواريخ المقاومة بأنها ألعاب اطفال وعبثية مروجا ومسوقا بذلك إتفاقية العار ، انتصار جنين اليوم يعرّي النظام الرسمي العربي وحكام التطبيع الذي لم يعد لديهم ما يسترون به عوراتهم أمام شعوبهمش ، بيانات الشجب والتنديد والتذلل لدول الغرب المتوحش ومؤسساته العنصرية أصبحت تثير التقزز والاشمئزاز ، النوادي الليلية وبيوت الدعارة أصبحت اليوم أطهر من جامعة التآمر العربي .
نهاية دويلة الكيان الصهيوني أصبحت قريبة جداً ما دامت هذه الأجيال الفتية وخاصة الفلسطينية تؤمن بقضيتها وما دامت بوصلة كفاحها ومقاومتها محددة وواضحة ، فلسطين ستحرر ما دامت جبهة المقاومة تتعاظم ، فلسطين ستحرر لأن أبطال وثوار جنين وغزه ونابلس والخليل وكل المدن والقرى والأحياء الفلسطينية صنعوا من المستحيلات أروع المعجزات ، حتما سينتصرون لأنهم لا يطربون إلّا لأصوات البنادق ولا يعشقون إلّا اللون الأحمر ! فيا جنين تجلدي .. لن يموت حق ضرجته دماء الشهداء .