سواليف
قال جنرال إسرائيلي، إن “حالة الجمود السياسي التي تعيشها الدولة لا تحل المشاكل التي تشهدها، لكن بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض قد يتمكن من شق طريق جديد لتوحيد المجتمع الإسرائيلي، الذي تجتاحه أجواء واسعة من الانشقاقات والاختلافات الداخلية الواسعة”.
وأضاف شاي أبيتال في لقاء مطول مع صحيفة معاريف، أن “العرب في إسرائيل يمثلون 20% من سكان الدولة، ويجب منحهم نوعا من التمثيل الحقيقي، نحن نلتقي بهم في المستشفيات والمطاعم، مكتوب علينا ان نعيش معا وسويا، ولذلك يجب إشراكهم، يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومة، قد يبدو صعبا أن يكون أحدهم وزير الحرب أو الخارجية، لكن لم لا يكون وزير إسكان أو بنى تحتية أو رفاهية”.
وأوضح أبيتال، القائد الأسبق لفرقة سييرت متكال، وهي وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي، أنه “حين اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 1987 كنت الحاكم العسكري لمنطقتي طولكرم وقلقيلية، نفذت عمليات خاصة، لكني خالفت سياسة إسحق رابين وزير الحرب ورئيس الحكومة الأسبق التي قامت على “تكسير العظام”.
وأشار إلى أن “سياستي مع الفلسطينيين اعتمدت على شن عمليات قاسية هجومية ضد المطلوبين المسلحين والمحرضين من جهة، وفي الجهة الثانية تعاملت مع الفلسطينيين على أنهم بشر لهم حقوق، لأن لدي اعتقادا أن احتلالنا للفلسطينيين يتسبب بأشياء سيئة لنا، ولا يمكن الاستمرار بهذا الاحتلال أجيالا طويلة على هذا النحو، لا أتحدث عن ذلك بسذاجة، لكني على قناعة أن الحل يبدأ حين نصل لقناعة مفادها أن الاحتلال يؤذينا”.
وأكد أننا “حين نصل لذلك الاستنتاج سوف نشق الطريق للحديث مع الشريك الفلسطيني، رغم أني لا أتجاهل حالة العناد لدى الفلسطينيين، لكن إسرائيل مطالبة بأن تظهر للعالم أنها لا تريد السيطرة على شعب آخر، هذا وضع لا يمكن التعامل معه انطلاقا من أنه سينتهي وحده، فليس صحيحا ما يردده اليمين الإسرائيلي أنه لا يوجد مع من نتحدث معه من الفلسطينيين”.
أبيتال، القائد السابق لجبهة العمق، المكلفة بالعمل داخل الدول العربية المجاورة، وتم إنشاؤها فقط في السنوات الأخيرة، قال إن “الوضع في قطاع غزة نموذج على ذلك، لماذا هذا الإغلاق للقطاع، يجب كسر هذا الحصار وفتح بوابات القطاع نحو البحر، أو إسرائيل للعمل لدينا، وفتح مشاريع اقتصادية، لا يجب ان توافق حماس على كل مقترح من جانبنا”.
وأكد أن “إسرائيل أنفقت مقدرات وموارد مالية هائلة على المشروع الاستيطاني في المناطق الفلسطينية، تخيل لو أننا أنفقناها على مشاريع داخل إسرائيل في المجتمع والأرياف والتعليم والزراعة وبناء المجتمع الإسرائيلي، بالتأكيد سنكون حينها في مكان آخر”.
وأوضح أنه “من أجل أي حل مع الفلسطينيين يجب الانسحاب من المناطق الفلسطينية، أنا لا أتجاهل الحلول القائمة المطروحة، هناك تجمعات استيطانية كبيرة، وهناك نقاط استيطانية، ما الذي سيحدث مستقبلا، اليأس المتراكم لدى الفلسطينيين سيتحول إلى حالة حرجة، حين ترى شعبا يعاني تحت الاحتلال، كيف سيكون شعورهم وهم يرون شعبا آخر يدفعهم، يضغطهم، في النهاية لا بد أن ينفجروا”.
وتوقع الجنرال الإسرائيلي أن “يقفز الفلسطينيون إلى الجدران العالية المحيطة بمدن الضفة الغربية، ويأتون إلى إسرائيل بمئات الآلاف، سيزيلون الأسوار القائمة بيننا وبينهم، وحينها ماذا سنفعل؟ كم سنقتل منهم؟ سوف يبقون داخل إسرائيل ويعلنون: نريد حلا، لا أقول ذلك انطلاقا من خوف، لكن من معرفتي بنفسية البشر”.
وأشار إلى أن “القيادة الإسرائيلية مطلوب منها ثلاث خطوات إلى الأمام، ومن ذلك أنه يجب الانفصال عن الفلسطينيين، والوصول إلى استخلاص مفاده أن الاحتلال ضد المصلحة الإسرائيلية، والانسحاب هو قيمة أخلاقية، حينها يمكن ان نشق الطريق إلى بداية الحل مع الفلسطينيين”.
وأكد أن “أحد أخطاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 أنها انتهت دون تحصيل المهمة كاملة، ليس بالضرورة احتلال قطاع غزة، بل نحن مطالبون بمنح الفلسطينيين هناك فرصة أن يعيشوا بكرامة، وإيجاد منظومة علاقات ودية معهم، والتعامل مع كل تصعيد عسكري على حدة”.
وختم بالقول بأننا “لن نستطيع الإفلات من قطاع غزة، يجب النظر بصورة مسؤولة ما الذي يمكن القيام به تجاه هذه البقعة الجغرافية من خلال إزالة الحصار المفروض عليها، ومنح الفلسطينيين حياة طبيعية، دون أن أقدم وعودا أن الأمن سيشمل مناطق غلاف غزة. لكنْ، محظور أن نستسلم للجمود السياسي القائم، لأنه في النهاية يعمل ضد مصالحنا الإسرائيلية”.