
تنظيم العلاقات
منذ نشأة الخلق وعند تنظيم الامور الادارية هنالك دائماً في المعادلة طرفين: احدهما صارم وادارته للأمر شديدة والطرف الآخر من المفترض أن يكون ليّن ويأخذ جانب عاطفي وسهل بالتعامل.
فإذا نظرنا إلى صحابة رسول الله (ص) فقد كان ابوبكر رضي الله عنه عاطفي ليّن في قيادته ونرى من الجانب الآخر عمر الخطاب رضي الله عنه كان شديداً وحازماً. من ناحية اخرى نرى داخل الاسرة أن ادارة الاب والام تكون تبادلية فأحدهما في بعض المواقف يتصرف بشدّة والاخر يتصرف بلين في المواقف التي يتعرض لها اطفالهم.
لكن عندنا في الاردن فإذا ما اخذنا القطاعين العام او الخاص فإن القطاعين لا يوجد لديهم هذه السياسة بالتعامل فالطرفين ليس لديهم رحمة بتعاملهم مع المواطنين، فالجانب الحكومي المتمثل بالوزارات ورئيسهم ليس لديهم سوى التنغيص على المواطن بالقرارات التي يتخذونها ومنها رفع الاسعار وغلاء المعيشة ( على الاقل ضمن الحكومات السابقة )، بالمقابل فإن القطاع الخاص من شركات وتجار وغيرهم ليس لديهم اي وقفة الى جانب المواطن بالحد من هذا الاستهتار بل إنهم يتوافقون مع الحكومة ويتعاملون مع المواطن بذات الطباع ويسارعون الى تعويض خساراتهم من جيب المواطن.
ان العلاقة ليست تكاملية تنظيمياً بل إنها متكاملة تعقيدياً لتحقيق دمار المواطن المسكين.