تكوين الأحزاب ما بين القناعات الحزبية وهلوسات الوصول الى الكرسي !!!

تكوين #الأحزاب ما بين #القناعات_الحزبية و #هلوسات الوصول الى #الكرسي !!!

م #مدحت_الخطيب

قيل : كأن ﻫﻨﺎﻙ ﻏُﺮﺍﺏ حسود يتنقل من مكان الى أخر فشاهد ﺣﻤﺎﻣﺔ ﺗﻤﺸﻲ ، ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻪ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ صدق وعدم تصنع لواقع حالها ﻓﻔﻜﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ، فوجدها ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ، عندها ﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺪ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ وتدرب على ذلك ﻛﺜﻴﺮﺍً،
وعمل جاهدا على أن يقلدها “بكل ما أوتي من قوة ومكر ” ولكنه لم ﻳﺴﺘﻄﻊ …

وﻓﺸﻞ ﻓﺸﻼً ﺫﺭﻳﻌﺎً، ثم أنه عندما يئس ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻤﺸﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﺄﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻧﺴﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً، عندها ايقن أنه ﻓﻘﺪ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻓﻼ ﻋﺎﺩ ﻏﺮﺍﺑﺎ ﻭﻻ ﺻﺎﺭ ﺣﻤﺎﻣﺔ ،
وهذا حال ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺃﺻﻠﻪ ﻣﺒﻬﻮﺭﺍ ﺑﺒﺮﻳﻖ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ولا يتجانس مع إمكانياته التي فطر عليها وتدرب ..

حزبيا لكي لأ يأتي يوم ونقول لقد تخطّى الحالمين بالعمل الحزبي الندم وعدنا معهم الى دائرة الصفر ، علينا أن نقف مطولا على تجربتنا الحزبية السابقة ونستخلص الدروس منها والعبر،
والتي لخصها دولة رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة قبل أيام في المقابلة التي أجراها مع الاعلامي حسام الغرايبة ،
كان كلامه واضحا غير ملتبس وشفافا جدا وهو يتحدث عن انطولوجيا الضياع الحزبي التي مارسها هو وغيره من أرباب السياسة والتي مررنا بها منذ سنوات ولم تغير فينا شيئا ، كان واضحا حين قال أننا اليوم بحاجة الى إستراتيجية تأسيسية تقوم عليها الأحزاب دون أن يتهافت على عضويتها كل من ما هب ودب..
اليوم كلنا يعلم أهمية وجود الأحزاب ولكن هذا الازدحام الفوضوي في الساحة يعكس بدرجة معينة عدم نضوج النظرية الحزبية لدى أصحاب الأجندات السياسية والاعتماد على فكرة تكهُّنيّة والتي تتبنى وجود الزعامات التقليدية رمزا لاحزابهم ،

هذا الواقع المرتبك جربناه سابقا وفشل ، وعاد اليوم من جديد ليثير غبار الشكوك مجددا بمستقبل العمل الحزبي القادم بكل ما له وماعليه؛

البعض يعيش حاله سباق مع الزمن لتجميع العدد المطلوب من المؤسسين كمتطلب للتسجيل وإشهار الحزب ضمن مسميات يصعب فهمها ووجوه حتى لا يمكن تقبلها ،
يشعرك أنه في سباق للظفر بالمكافآت والهبات وأن حماسة الظاهر للعيان لا دخل له بالسياسة وابجديات تكوين الأحزاب التي من المفروض أنه فطر عليها منذ زمن…

اليوم ولكي لأ يفهم كلامي هذا على أنه بأب من أبواب التقليل من مكانة الأحزاب وانني ضد الانخراط في العمل الحزبي أو تشكيل الاحزاب و اندماجها،
أقول أننا جميعا مع القوانين الإصلاحية بشرط أن يكون لها قفزة نوعية يلمسها الجميع لكن قبل ان نقفز”، علينا أن ندرك حقيقة مؤلمة، هي أن بعض الوجوه التي اعتدنا وجودها في المشهد العام وتسببت في ابتعاد الكثيرين عن المشهد الحزبي ، ما زالت ترافقنا الى هذا اليوم وتقود المشهد بالطول وبالعرض…

اليوم وأقولها بصدق يحتاج الأردن ونحن نعيش حالة من العربدة الإسرائيلية المتطرفة الغير مسبوقة ، الى دعامات وطنية حقيقية مخلصة تقود المشهد وتقف مع الوطن ويتقبلها المواطن برحابة صدر ،ريثما تنضج الحياة السياسية الحزبية، التي نتطلع اليها جميعا قيادةً وشعباً
وعندها صدقوني سأكون حزبيا بامتياز أنا وكل من يرسم الحدود الصادقة للوطن ليبقى عاليا خفاقا رمزا لكرامتنا على الدوام…
م مدحت الخطيب كاتب ونقابي اردني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى