سواليف
تكتمت الأجهزة الحكومية المختصة يوم أمس على مجريات وسير التحقيق في جريمة مركز تدريب الشرطة في الموقر ، التي وقعت أول من أمس، أفادت مصادر مطلعة أن نتائج التحقيق كاملة ستعلن رسميا قريبا.
الجريمة، التي ارتكبها ضابط شرطة، يعمل في المركز ذاته، ونتج عنها استشهاد اردنيين ومقتل أميركيين ومدرب من جنوب أفريقيا، اضافة الى اصابة خمسة آخرين بجروح، قوبلت بصدمة واسعة لدى الرأي العام الأردني، الذي كان يحتفل في ذات اليوم بانتصار الاردنيين على الموت والارهاب، بإحياء الذكرى العاشرة لتفجيرات فنادق عمان الارهابية العام 2005.
وفيما تكشفت أمس بعض المعلومات الجديدة في تفاصيل الحادثة الاليمة، التي تسبب بها النقيب أنور السعد ابو زيد، فضلت مصادر رسمية التريث في الحديث، بانتظار اكتمال التحقيقات، وإعلان نتائجها رسميا.
مصادر مطلعة قالت ان النقيب أبو زيد استخدم في جريمته سلاح “كلاشنكوف”، قام بجلبه معه من خارج المركز أثناء وصوله صباحا الى العمل. مشيرة الى انه تمكن من ادخال هذا السلاح غير الرسمي، كونه ضابطا برتبة نقيب لا يخضع للتفتيش بحسب التعليمات المعتمدة.
ولفتت إلى أنه اطلق من سلاحه اكثر من 70 طلقة باتجاه الضحايا، اثناء تواجدهم في فترة الغداء بالمكان المخصص للغداء، وذلك قبل ان تتصدى له الشرطة وتقتله.
وحسب المصادر، فان ابو زيد، الذي لم تظهر عليه يوم الحادثة اية علامات على اقدامه على تلك الجريمة، كان توجه الى مكان الطعام، بعد ان ادى صلاة الظهر منفردا، متجنبا أداءها جماعة في مسجد المركز.
حسم أسباب ما جرى في مركز الموقر ، وتحديد الدوافع وراء الجريمة، تبقى مفتوحة بانتظار اكتمال التحقيق وصدور نتائجه من قبل الجهات الامنية المختصة، الا ان مراقبين تداولوا امس عدة سيناريوهات لما جرى، والاسباب المحتملة لحدوثه.
بعض المحللين، الذين توقفوا مليا عند موعد حدوث الجريمة، الذي صادف حلول ذكرى تفجيرات عمان، التي نفذها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الارهابي العام 2005، لم يستبعدوا سيناريو أن تكون الجريمة “رسالة من جهات أرهابية للاردن، الذي يمتاز بدور بارز في مكافحة الارهاب، ولتؤكد تلك الجهات رغبتها وقدرتها على استهداف الاردن، في أي وقت، وفي أي مكان”.
السيناريو الثاني المحتمل، يربط الجريمة بمشكلة شخصية او أزمة نفسية لدى النقيب ابو زيد، في ظل طلبه المتكرر سابقا من مديرية الأمن العام قبول الاستغناء عن خدماته، وهو الطلب الذي رفضته المديرية، كونه لم يستوف سنوات التزامه في خدمة الأمن العام. بحسب هذا السيناريو فان رفض تسريحه من الامن العام “قد يكون أوقعه تحت تأثير ضغط نفسي، وربما دفعه ذلك إلى تنفيذ العملية”.
وينشر صديق آخر على صفحته على ذات الموقع ما قال إنها “آخر ما تم ارساله لي ولأصحابي من قبل أنور ابو زيد على الواتس اب”، حيث جاء في هذه الرسالة: “حينما نُجهز متاعاً لسفر.. نخاف أن ننسى شيئا ولو يسيراً.. وكلما كانت مدة السفر أطول كان الحرص أشد، فما بالك بإقامة.. إما جنة وإما نار!”.
رغم تأكيد مقربين من ذوي منفذ العملية، أن طلب إنهاء خدماته من الامن العام، جاء بسبب رغبته بالعمل في إحدى الدول الخليجية
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما دان حادثة قتل الاميركيين وزملائهما في مركز تدريب الموقر ، فيما اعلنت السفارة الاميركية في عمان انها “نعمل عن كثب مع الحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية المحلية على إجراء تحقيق كامل وشامل” في الحادثة.
ويعتبر مركز تدريب شرطة الموقر ، جنوب عمان، مركز تدريب دوليا للشرطة، حيث تتلقى مرتبات شرطية من العراق وفلسطين وليبيا ودول أخرى، التدريب فيه، كما يتم فيه تدريب رجال الشرطة الجدد في مديرية الامن العام، وبما يطال كافة أعمال واختصاصات العمل الشرطي.
عن الغد