تعرّف إلى عاداتك

تعرّف إلى عاداتك

م. #أنس_معابرة

إن النقطة الأهم في مشوار اكتساب عادات جديدة إيجابية، أو التخلي عن عادات سلبية هو أن تتعرف إلى عاداتك جيداً، إي أن تحصر جميع العادات التي تقوم بها، ثم تبدأ بتغيير ما تريده من تلك العادات.

وهنا قد يسأل البعض: ومن منا لا يعرف عاداته؟ يأتي الجواب من خلال تعريف العادة بأنها سلوك نقوم به دون أن تفكير بتفاصيله، أي أننا نقوم به بشكل أتوماتيكي، وربما نقوم به دون أن نشعر بذلك.

مقالات ذات صلة

يقترح الكاتب جون كلير في كتاب العادات الذرية فكرة “بطاقة تسجيل العادات”، وهي طريقة بسيطة لتسجيل نشاطاتك اليومية لعدة أيام، لتبحث عن العادات التي تقوم بها.

يجب أت تبدأ بالتسجيل في البطاقة من اللحظة التي تستيقظ بها حتى تعود على النوم، مثل البدء بالعبث بالهاتف، وتنظيف الاسنان واستخدام بيت الخلاء، واختيار الملابس وارتداءها، إلى أن تعود إلى فراشك حيث ستتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو تشاهد التلفاز، أو تقرأ من كتاب حتى تذهب في النوم.

كما يقترح الكاتب أسلوب “الإشارة والنداء” قبل البدء بالعادة، وهو الأسلوب المتبع في نظام تشغيل القطارات في اليابان، فعندما تريد أن تدخن؛ يجب أن تشير إلى علبة التبغ وتقول بصوت مسموع هذا تبغ وهذه ولاعة، أنا أشعل السيجارة لأدخن، أنا أدخن لكي أخفض نسبة التوتر لديّ.

المرحلة الثانية في التعرف إلى العادات هي تصنيف العادات إلى إيجابية وسلبية، وقد يكون هذا التصنيف غير مقبول من البعض، فالكاتب استخدم تصنيف العادات إلى فعّالة وغير فعّالة، فالعادات الفعّالة هي العادات التي تحقق الهدف من القيام بها، مثل أن تبدأ بالتدخين حينما تشعر بالتوتر، فينخفض التوتر مباشرة بعد تدفق النيكوتين إلى الدم، وأنت تعلم أن التدخين عادة سلبية ضارة بالجسم على المدى الطويل، ولكنه حقق هدفه اللحظي بنجاح.

حسب اعتقادي؛ أنت هو الشخص الوحيد الذي بإمكانه تصنيف العادات الخاصة بك، فقط اسأل نفسك: هل هذه العادة مناسبة للشخص الذي أرغب أن أكونه بعد عدة سنوات؟ هل تساعدني هذه العادة في تحقيق طموحي؟ أم أنها تقف عائقاً في طريقي؟ عندها ستدرك إذا كنت تريد القيام بها في الفترة المقبلة، أو تبادر إلى وضع خطة للتخلي عنها.

بعد أن تقوم بالتعرف إلى عاداتك، وتصنيفها إلى عادات سلبية وإيجابية، أو فعّالة وغير فعّالة، تأتي الخطوة الأخيرة، وهي اختيار العادات التي تود أن تستمر عليها، أو تدعيمها، وهي مجموعة العادات التي تساعدك على تحقيق الشخصية التي تسعى إلى تكوينها، والعادات التي تود ازالتها من برنامجك اليومي، والتي لا تساعدك في تحقيق أهدافك على المدى الطويل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى