تعرّ مع سبق الإصرار / يوسف غيشان

تعرّ مع سبق الإصرار

قبل فترة وعلى أقدام جبل جليدي في سويسرا تعرى 600 شخصا أمام عدسة المصور الأميركي سبنسر تونيك للفت الأنظار إلى مدى خطورة التغير المناخي الذي يتسبب في إذابة ثلوج الألب. وقد شاهدت الصورة حديثا على بعض مواقع الانترنت، حيث ظهرت أمامي غابة من المؤخرات الرجالية (للأسف) الباردة والمكتظة بالقشعريرة.

مؤخرات ضحت بالدفء في سبيل قضية عالمية كبرى، وهي الاحتجاج على الضخ المكثف للغازات الصناعية التي تؤدي إلى تهتك طبقة الأوزون وحصول التغيرات المناخية المسماة (ظاهرة النينو)، وما يتبع ذلك من تأثير سلبي على المخلوقات والكائنات، من البطريق حتى الإنسان.

من المؤكد ان الذين تبرعوا بالوقوف أمام عدسة المصور هم من دول عديدة لبوا النداء ليشعروا بأنهم يشاركون في النضال من اجل قضية عالمية ؟، ولو بمؤخراتهم.

مقالات ذات صلة

تخيلوا لو أردنا ان نقف أمام أحد المصورين المحترفين، لغايات النضال من اجل قضايا عامة، فإننا لكثرة القضايا التي ينبغي النضال من اجلها سوف نحتار في اختيار القضية الأسخن:

– هل نتعرى احتجاجا على استمرار مسلسل ارتفاع أسعار المشتقات البترولية والأسعار بشكل عام، انخفاضها عالميا؟

– على التسيب الحكومي في الكثير الوزارات؟
-على اعتقال الشباب الحراكيين واحتجازهم دون محاكمة.
– على الواسطة والمحسوبية!
– الفساد والإفساد!!
-على ضياع دورنا السياسي في المنطقة!!
– وضياع ما حققنا قبل سنوات من التوجه نحو الديمقراطية!!
– على …. دلعونا!!

اقسم أننا لو أردنا الاحتجاج على كل القضايا العامة المطروحة، لقضينا العمر عراة (من غير هدوم) منذ مزطتنا أمهاتنا، حتى حشو المؤخرة بقطن الموت غير المعقم.

ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى