
سواليف – فادية مقدادي
بعد اكثر من 24 عاما على توقيع اتفاقية وادي عربة بين الأردن والكيان الصهيوني ، ورغم كل اتفاقيات التعاون ومحاولات التقريب والتقرب بين الأردنيين والصهاينة ، والزيارات المتبادلة ، والتطبيع من البعض ، إلا أن الرفض الشعبي الأردني لكل ذلك ما زال مستمرا ، ويظهر بعد أي محاولة لاحتجاج صهيوني على ممارسات رسمية أو شبه رسمية ضدهم .
بعد ان اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صورة الوزيرة جمانة غنيمات ووزراء آخرون في مجمع النقابات المهنية ، حينما داسوا العلم الصهيوني المرسوم على مدخل المجمع ، وما تبعه من احتجاج صهيوني على ذلك بسبب ما يمثله الوزراء من منصب رسمي ، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحملة تضامنية مع الوزراء ، ورفض عارم للاحتجاج الصهيوني ، بل ودعوات للمزيد من الاحتجاجات الشعبية على تدخل الصهاينة بالرأي العام الأردني وحرية التعبير .
بالمقابل ، ورغم التبرير الذي صدر عن احد النقابيين للرئيس الرزاز لعدم دخوله من الباب الرئيسي لمجمع النقابات ، ودخوله من باب جانبي ، يوم الخميس الفائت ، حيث علق مصدر نقابي على ذلك ، “بأن الرزاز كان سيدخل من البوابة الرئيسية وفي اللحظات الأخيرة دخل من البوابة الجانبية ونعتقد أن ذلك كان لدواع أمنية ” ، رغم ذلك الا أن الأردنيين لم يقنعهم هذا التبرير ، بل وزادوا عليه استهجانهم من الرئيس ، حيث علقوا بالقول : كيف لعمر منيف الرزاز يفعل أن مثل هذا السلوك ويتجنب الدعس على علم الكيان الصهيوني.
فيما قال النقابي والناشط المهندس ميسرة ملص “هل النقباء يستقبلون رئيس الوزراء على الباب الجانبي لمجمع النقابات لتجنيب الرئيس الدعس على العلم الصهيوني المدهون على ارضيه المدخل الرئيسي للمجمع امام كمرات الصحفيين ؟؟؟
اذا هيك خلص يا شباب امسحوا العلم عن المدخل
وتساءل محمد ابو اعمر : منذ متى يدخل رئيس الوزراء لمجمع النقابات المهنية من الباب الجانبي خصوصا في مثل هذه الاجواء الماطرة ؟ كل ذلك تجنبا من الدعس على علم الكيان الصهيوني المرسوم على ارضية المدخل الرئيسي للمجمع الذي يدوس عليه كل من يدخل.
ما نخلص إليه بعد التعليقات الرافضة للاحتجاجات الصهيونية والمتضامنة مع موقف بعض الوزراء ، واعتراضهم على تصرف الرئيس ، أن الشعب في موقفه هذا وغيره من المواقف السابقة ، لم ولن يوافق على أية سياسات حكومية تطبيعية مع العدو الصهيوني ، ولن يصمت على العنجهية الصهيونية واحتجاجها على حرية التعبير عنده .
ولا ننسى ان الرد الشعبي ، حتما لا يرضي الجانب الصهيوني ، فهل سيقدم الكيان احتجاجا رسميا للحكومة الأردنية على تعليقات الشعب الأردني وتضامنهم مع الدوس على العلم الصهيوني ؟
حتى ولو تم ذلك وهو مما لا يتناسب مع الأعراف الدولية ، لأن حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع ، وليست محصورة للمواطن الإسرائيلي فقط ، فالرد الشعبي الأردني جاهز دائما .