
#تسعة_أقمار..
الى #الطبيبة_آلاء_النجار..
خاص سواليف
مقال الإثنين 26-5-2025
أعرفُ أن الكلامَ في حضرة الفقدِ ترف ، وأن #عبارات_المواساة ،باقات تسندُ على #ضريح_القلب ، ما تلبث أن تذبل بفعل #وهج_الوجع..أعرفُ أن سماء الفرح صارت خالية بعد أن هجرها تسعة أقمار ليست كالأقمار ، أعرفُ أن غياب “يحيى” ليس “عليك بهيّن” ، وأن صورة ” #لقمان ” المبتسم في وداعه الأخير ، هي ترتيل صامت من سورة لقمان ” ..واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور”، وأن #جبران الجميل حلق الى السماء “بأجنحة متكسّرة”..وكذلك ركان ورسلان وايف وريفان وسيدين وسيدرا.
أعرف يا أخيّتي ، أن #الموتَ آلة تقضم أرواحنا ،دوّامة لا تتركنا أبداً الا بعد أن نطيع لها وتسحبنا ، أعرف أن رحمة الأمومة هي خصلة إلهية لا يد لك فيها..لكن هل نحن أحياء ؟ نحن يا أخيّتي أمواتٌ منذ الصرخة الأولى التي أطلقها رضيع غزّي، منذ الصاروخ الأول ، منذ اليتم الأول ، منذ أن غادرنا جوعاً أطفال بعمر أطفالنا ، ونحن ندلق الموائد والزوائد بالأطنان قرب حاويات القمامة ،يا سيّدتي نحن #أشلاء مركّبة نمارس بلادتنا وهروبنا من جبننا ، صدقيني نحن نقتل كل يوم في كرامتنا وفي انسانيتنا و عروبتنا لكن موتنا غير موتكم ، موتكم #شرف و #شهادة وحياة وموتنا #ذل و #انكسار وانتهاء ،نحن اللاشيء..وأنتم كل شيء..نحن كُتلٌ لحميّة متحركة ، لا وزن لها ولا قيمة ، لا فعل لها ولا ردّة فعل…
لقد حضنتِ للمرة الأخيرة أقمارك التسعة، هناك في مكان عملك في قسم الطوارئ قرب عيادة الأطفال التي أمضيت بها شهوراً طوال ، لقد ودّعت يحيى ولقمان وركان ورسلان وجبران وايف وريفان وسيدرا وسيدين ..ليحلّقوا بعيداً في السماء #قناديل_نور وشرف في #مملكة_الرحمن..هناك لا ينطفىء نورهم أبداً…
#أحمد_حسن_الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com