ترمب يحاور «طالبان» / عمر عياصرة

ترمب يحاور «طالبان»

بعد 17 عاما من اعتبارها حركة ارهابية، وافقت الولايات المتحدة الاميركية في عهد الرئيس دونالد ترمب على الجلوس مع حركة طالبان الافغانية لإجراء مفاوضات تتعلق بإنهاء الحرب في افغانستان.
امريكا في عهد ترمب دولة غير متوقعة، لا يمكن ان تعرف ماهية سلوكها السياسي لا سيما في الشأن الخارجي، ولنا ان نتذكر لقاء ترامب مع الرئيس الكوري الشمالي، الذي خالف كل التوقعات والحسابات.
اذًا، لا وضوح ولا معالم محددة في سياسات واشنطن الخارجية، فالغايات «الانسحاب» تبرر كل الوسائل المتاحة مهما كانت مرفوضة في التقاليد الاميركية العريقة.
الامريكان لا يفاوضون الحركات الارهابية، ورغم ذلك اضطرتهم المعطيات للجلوس مع حركة طالبان، وقد لا نفاجأ كثيرا اذا ما عادت الحركة للحكم في كابول بموافقة ومباركة امريكية.
هذا السلوك، يحتم علينا نحن العرب، ان نفهم ما يجري في واشنطن، فلا ثوابت واضحة، بل السيولة هي الاطار الاشمل في كيفية تقرير المواقف والحسابات.
سيأخذنا ترمب جميعا الى وارسو لنتحالف ضد ايران، سيلقوننا لنعادي طهران وفق اجندتهم ومصالحهم ومنطقهم السائب غير المعول عليه.
ولكن، هل سنضمن، بعد ساعات او ايام من كل ذلك، ان لا نرى ترمب يجلس مع روحاني في عاصمة ما، يتحاوران لإنهاء وتفكيك الازمات بطريقتهما الخاصة.
هل سنلدغ من الجحر الآلاف المرات، الا تثير فينا صور جلوس خليل زاده الاميركي مع مشيخة طالبان في الدوحة اسئلة حول انضباط القرار الاميركي ومدى ملاءمته لطموحاتنا الوطنية والقومية.
لسنا ضد حوار امريكي ايراني، لكننا نريد ان نعبر اشكالات المنطقة والاقليم من خلال اجندتنا الخاصة ومصالحنا الحيوية، وعليه اطرح سؤالاً: ألا يمكن لنا ان نحاور ايران وفق رؤيتنا ومشروعنا الخاص؟
ما اردت قوله وانا ارى الامريكان يجلسون مع طالبان انهم يلعبون وفق هواهم ومصالحهم فقط، لن ينظروا كثيرا لحلفائهم الحاكمين في كابول، فالتوظيف لعبة امريكية بامتياز.
وحتى لا نلقى مصير اكراد سوريا والعراق، او مصير حكومة كابول الحالية، علينا ان نحذر، وان نحاول الاستقلال بقوتنا واوراقنا في ملف ايران، وبغير ذلك سنلقى ذات المصير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى