#ترامب.. احذر من #الأردن!
تصريحاتك المهترئة والمستهلكة لا تخيف اصغر أردني على وجه هذه الأرض، هي مجرد كلمات فارغة يعرفها الجميع، وأنتَ تعلم جيدًا كيف تداركها وتخطو فوقها، ما هي إلا محاولات إعلامية سطحية تهدف لخلق هالة نفسية لا أساس لها من الواقع، لكن دعني أقول لك شيئًا: يمكنك فعل هذا الأمر وأمور أخرى، لأنك ببساطة لا تملك ذرة إنسانية في قلبك.
كيف لا، وأنت الذي كنت تراقب عبر شاشات التلفاز مقتل 18 ألف طفل بريء وتقول بكل وقاحة: “موقفنا مع إسرائيل ثابت”
أنتَ، ترامب المزعوم، لا أحد في هذه الأرض يخشى منك، وفي لحظات الأزمات، نحن قادرون على تحدي جيشك الذي تظن أنه ركيزة قوتك، ولا تعلم حجم الغضب الذي يختمر في قلوب الأردنيين، لا تدرك كم نحن مستعدون للتنكيل بمن هم مثلك.
نحن لسنا الهنود الحمر، ولسنا شعبًا بلا تاريخ أو هوية، لسنا مثل أوكرانيا في زمنها الحالك، ولسنا مجرد خريجي هوليوود الذين عايشوا الرغد والترف على حساب الأرض والإنسان.
نحن أبناء الأرض، ولدنا وسط الأحياء الفقيرة والزواريب الضيقة، ونحن من زرعنا أراضينا بأنفسنا، نشرب حب الوطن مع حليب الأمهات. نحن لا نساوم على وطننا مقابل حفنة دولارات كما فعلت أنت في واشنطن ولوس أنجلوس وغيرها من الولايات الأمريكية.
الأردن، يا ترامب، ليس كما تراه في منظورك الضيق، هو شديدٌ، قويٌ، صلبٌ، عنيدٌ، وشامخٌ..
أما عن مساعداتك، فنحن في غنى عنها، بغنى عن بعض الارز والفتات، فهي مجرد أموال قذرة لا يعرف أحد من أين جُمعت.
في منظورك ترى هذه الأرض قطعة صغيرة، لكنك لا تعلم كيف يكون الأسود الثائرة عندما تهب، ربما لم تسمع عن عشائر معان التي تلبّي نداء الوطن مهما كانت التحديات، ولم تدرك كم هي عميقة محبة أهل الطفيلة والكرك وإربد وعمان، من شمال الأردن إلى جنوبه، الشعب هنا لا يهاب الموت كما يهوى أتباعك الحياة.
أنت، تهاجم أهل أكناف بيت المقدس، عليك أن تعلم أنك الذي بحاجة إلى الحذر منا، لأننا نعرف كيف نكون أسودًا عندما يستدعي الوطن.
وقت الشدائد نقف جميعا خلف الوطن، خلف جيشنا العظيم الأبي ونتحدى أمريكا، بل نتحدى العالم بأسره
ربما لا تعرفون الأردنيين جيداً، لكن الأرض والسماء تشهد لنا.. ايها الترامب نصيحة منا لك: خفف من حدتك وأبعد عنا واحذر من الأردن واحذر جيداً من الأردنيين.