تحديات استثنائية تحتاج جدية اعظم/ د.محمد جميعان

لسنا هنا في فسحة من الزمن ليمارس مغرموا التجارب والاجتهادات والمنافع الشخصية هواياتهم المفضلة في حصد الالقاب والثروات وتعظيم ارصدتهم.. بل نحن في ظروف عصيبة متشعبة ودقيقة وخطيرة وتحديات جارية ومحدقة فاقت ما كان يتوقعه حتى اكثر المتشائمين تقديرا للموقف.. لقد ارهقتنا واستنزفت قدراتنا عقلية ” البزنس ” التي تعتمدعلى الفهلوة ونسج الكلام والتشاطر وغالبا ما يعظمون ثرواتهم ونفوذهم وادوارهم من خلالها ، ونهج هؤلاء لا يمكن اسقاطه واعتماده في بناء الدول ، سيما في ظل المستجدات التي لم تعد خافية على احد ، بل ان هذه العقلية مدمرة لمصداقية الانظمة واضعاف لبنائها القائم ، فكيف مع تعاظم التحديات والاخطار… تحتاج الدولة من اجل تعظيم دورها وتمتين بنائها الى خارطة و قواعد اساس لا بد منها ابرزها؛ 1- بناء قوة رادعة ذات عقيدة وطنية واضحة وتوفير إمكانات مادية قادرة لادامة القوة الرادعة هذه.. 2- بناء اقتصاد قوي يصمد امام الازمات والمواجهات والمفاجآت ، يوازن بين الترشيد والاولويات في مواجهة التحديات.. 3- بناء تحالفات مدروسة وثابته تخدم اهداف الدولة تلك بعيدا عن المزاجية والتخبط.. 4-بناء مصداقية داخلية وخارجية تساهم فيها وسائل اعلامية قادرة وذات مصداقية.. 5- ادامة سياسات خارجية وداخلية تشكل بوصلة ثابتة الاسس وواضحة الاهداف ومرنة في الحركة دون الاخلال بالثوابت من اجل ان تعظم وتكمل وتعزز دور الامن والجيش ومؤسسات الدولة كافة… 6- نهج ديمقراطي يحارب الفساد بشكل جاد ومباشر ويرسي اسس العدالة ويعزز الاستقرار .. 7- ان التخبط والغموض والفهلوة والتشاطر والاستمرار في اعتماد من فقدوا مصداقياتهم يسحب بساط المصداقية نفسها وينخر في بناء الدولة ويضعفها بشكل اسرع من التوقعات، وقد لا يستشعره من يقوم بذلك ، لان عقلية البزنس ونهجها تهدف الى الطموح الشخصي والنفع الفردي اكثر من اعتمادها على بناء الدولة والحفاظ على نظامها ذاته.. ومرة اخرى ان استشعار الخطر فاق التوقعات ولم يعد هناك فسحة لمزيد من التجارب..

د.محمد جميعان

drmjumian7@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى