تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 102 من سورة النساء: “وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً”.
ورد قول الله تعالى هذا في سياق الآية التي شرعت صلاة الخوف، والتي بدأها تعالى بقوله: “وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ”، والتي تكون في حالة الحرب، ويستفاد منها ما يلي:
1 – أهمية الصلاة عظيمة، فلا يوجد ظرف يمر به الإنسان يمكن أن يلغيها أو يجيز تركها، فجعل الله فيها رخصا تسهل أداءها في جميع الأحوال مهما كانت صعبة، لكن لا تسقط فريضتها في أي حال.
2 – رغم أن الله مع المؤمنين دائما، يدافع عنهم ويرعاهم ويسدد خطاهم وينصرهم على من عاداهم، إلا أنه تعالى لا يغير سننه، فهو لحمايتهم لا يحرف السهام المصوبة اليهم عنهم، ولا يقيم دروعا تمنع السيوف من اصابتهم، بل إن هم أخلصوا النية في الجهاد في سبيله، يهديهم الى سبل النجاة من كيد أعدائهم، ويرشدهم الى خطط السلامة من شرورهم.
3 – ينبه الله تعالى المؤمنين الى حقيقة مؤكدة، وهي أن حقد الكافرين عليهم شديد، وغاية أملهم ان يتمكنوا من استئصال شأفتهم نهائيا، ولن يألوا جهدا في سبيل ذلك، فلا يغرهم كلامهم المعسول، وادعاءهم بأنهم ما يريدون بالمؤمنين شرا، بل مسالمتهم ومهادنتهم، لكن الله العليم بخفايا النفوس يؤكد أن قلوبهم مليئة بالحقد عليكم لأنكم مسلمون، وان اتيحت لهم الفرصة سوف يبيدونكم عن بكرة أبيكم.
من المفيد استذكار هذه الآية والتفكر في معانيها في هذه الفترة الراهنة، التي يحاول الكافرون (أعداء منهج الله)، وهم الغرب الصهيو – صليبي، وعملاؤهم من الأنظمة العربية، يحاولون بالتفاوض والضغوط، تجريد المقاومة الاسلامية من أسلحتها، لكي يميلوا عليهم ميلة واحدة، ولن يرقبوا فيهم إلا ولا ذمة، ولن تشفع فيهم معاهدات سلام أبرموها، ولا معاهدات تحالف معهم عقدوها.
إذا فهذه حقيقة مؤكدة، فالحذر الحذر، مما يدعو له الأعداء، فما يعرضونه من وعود، ما كان لهم أن يعرضوها لو تحقق مرادهم عندما استخدموا أعتى قوة عرفها التاريخ، فأفشلهم الله.
من رحمة الله بالأمة، أنه أودع في كتابه الكريم منهجه، وفيه تبيان لكل ما سيواجهها من مكائد، ومن يتبعه فلا يضل ولا يشقى، ومن يطبق وصفاته ويلتزم يتطبيق توجيهاته، سينتصر حتما.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى