بولتون والأردن / عمر عياصرة

بولتون والأردن

التغيرات المتلاحقة في الادارة الاميركية، تقلق مطبخ قرارنا، فهي تصب في خانة التشدد، والقادمون الجدد اقرب الى نباشيّ القبور الذين يريدون دفن الدولة الفلسطينية واعطاء الاردن دورا في الضفة يمس امنه الوطني بالضرورة.
صدمنا لرحيل صديق مثل تيلرسون، وزير الخارجية المطرود، فقد كنّا نعول عليه فرملة اندفاعة فريق ترامب تجاه تصفية القضية الفلسطينية، والانحياز السافر ببعديه السياسي والايدلوجي لإسرائيل.
لكن ما زاد القلق قلقا، والترقب ترقبا، جاء من خلال تعيين جون بولتون مستشارا للامن القومي في البيت الابيض، وكما يقول الباحث حسن البراري: «فالرجل يؤمن بدفن حل الدولتين واعطاء دور امني للاردن في الضفة الغربية».
ادارة خطيرة بتفصيلاتها وتصوراتها، مشروعها يمس هويتنا الوطنية في صلب بنيته السياسية والاجتماعية، والادهى من كل ذلك ان اشقاء لنا يتماهون معهم ويمارسون ضغطا خفيا وظاهرا على رؤوسنا في كل لحظة.
ما الذي يريدونه من الاردن، من يعرف، دور امني على الديموغرافيا في الضفة، هناك سلطة ورئيس وامن وتنسيق، ام يريدون منا بلع اللاجئين وماذا بعد ذلك وطنيا، ام انهم يريدون منا استقبال ترانسفير ناعم بخشونة، نعيد فيه تجربة النكبة.
هل سنقبل، لماذا الصمت الرسمي، هل الهوية والجنسية متشابهتان في علاقتهما بالاستثمار والازمة المالية، اسئلة تؤرقني، وما يؤرقني اكثر صمت الدولة البراغماتي الغريب.
زرت مخيم البقعة قبل ايام في مناسبة اجتماعية، وهو احد مخيمات اللجوء، وتساءلت ما الذي يجعل الناس هناك يصبرون على الاكتظاظ وصعوبة الاوضاع.
اجبت نفسي قائلا انه اللجوء، ففي الوعي واللاوعي يعتقد الناس هناك انهم يدفعون ثمن نكبة قضية، وان اسرائيل هي المسؤولة عن اوضاعهم المأساوية فيصبرون وينتظرون، وتلك حال كل اللاجئين الفلسطينيين في كل الدنيا.
لكن ماذا لو تمت تصفية القضية، ودقت الدولة على صدرها بمغادرة حق العودة، حسب صفقة القرن، كيف سيشعر هؤلاء، وهل ستتحول مشكلتهم مع دول اللجوء، كيف سيتم التعامل معهم، اسئلة كبيرة بحجم ضخامة الازمة التي جاءت بها ادارة المتطرفين في واشنطن.
ادعو الاردن للمرة الالف ان لا يقبل بصفقة القرن، ولا بصيغة بولتون، وان يراهن على الموقف الفلسطيني، فانفجار حالة في الضفة خير الف مرة من تسوية عرابها جون بولتون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى