سواليف
لأكثر من 50 عامًا ، أضاءت ” #بوابة_الجحيم” ، #الحفرة_المشتعلة والمعروفة رسميًا باسم #فوهة_دارفازا الغازية (Darvaza gas crater)، سماء #صحراء_كاراكوم في #تركمانستان لكنها لا تزال لغزًا بالنسبة لمعظم الناس، فما حقيقة حفرة “بوابة الجحيم” المشتعلة؟
حكاية حفرة “بوابة الجحيم”
بعمق 30 مترا وعرض 70 مترا، ظهرت حفرة “بوابة الجحيم” عندما انهارت منصة حفر بينما كان المنقبون يبحثون عن الغاز الطبيعي، كان خطأ في تقدير العلماء #الجيولوجيين في فترة الحكم السوفياتي لتركمانستان أثناء عمليات التنقيب على الغاز، وبسبب الخطأ التقديري انفجرت الحفرة تحت معدات التنقيب.
نتج عن هذا الانهيار حفرة تسرب غاز الميثان الذي اشتعلت النيران فيه لسبب ما، ويُقال أنه تم إشعال النار خوفًا من انتشار الغازات السامة، وعلى الرغم من أنه لا أحد يعرف بالتأكيد ما إذا كان الحريق قد تم اشعاله عن قصد أم بغير قصد، لكنه ظل مشتعلا منذ ذلك الحين، لمدة نصف قرن.
العثور على بكتيريا تعيش داخل الحفرة
تساعد العلماء على استكشاف وجود حياة على كواكب أخرى
جورج كورونيس هو الشخص الوحيد المعروف أنه نزل إلى وسط حفرة “بوابة الجحيم”، حيث قاد رحلة استكشافية لـ ناشونال جيوغرافيك (National Geographic) عام 2013 لأخذ عينات من التربة في قاع الحفرة.
يقول كورونيس: “كانت الهدف من البحث معرفة ما إذا كان هناك أي نوع من البكتيريا التي تعيش في هذه البيئة القاسية، فهناك كواكب خارج نظامنا الشمسي بها بيئات حارة وغنية بالميثان، فإذا تمكننا من العثور على بكتيريا مجهرية تعيش في هذه الحفرة، فقد تعطينا أدلة على المكان الذي قد نرغب في البحث فيه عن وجود حياة على الكواكب الأخرى”.
وقد كانت الرحلة الاستكشافية ناجحة، حيث عثروا على بكتيريا تعيش في القاع لم تكن مدرجة مسبقًا في قاعدة بيانات الحمض النووي، ما يعني اكتشاف حياة جديدة داخل “بوابة الجحيم”.
كانت بعض أشكال الحياة المكتشفة تقوم بعملية التمثيل الغذائي باستخدام غاز الميثان الموجود في الحفرة، عن طريق عملية تُعرف باسم التركيب الكيميائي بدلاً من التمثيل الضوئي، بحيث تحصل الأحياء على الطاقة من غاز الميثان بدلاً من الشمس.
في بيئة قاتلة كهذه، وبالنظر إلى الظروف شديدة الجفاف في الحفرة الساخنة الواقعة وسط الصحراء، لم يكن فريق ناشيونال جيوغرافيك متأكد مما إذا كان سيجد البكتيريا، والتي عادة ما تكون موجودة في البيئات الرطبة، وقد فتحت النتائج التي توصلوا إليها الأبواب أمام الاكتشافات المستقبلية، لا سيما على الكواكب الأخرى.
انقر هنا للحصول على تطبيق طقس العرب المجاني
قال كورونيس: “ما تعلمناه أنه من الممكن أن تعيش الأحياء المجهرية بل وتزدهر في هذه الظروف القاسية جدا”. “الآن ، عندما نرسل مجسات إلى كواكب أخرى خارج نظامنا الشمسي إلى الفضاء بعد سنوات من الآن، لدينا فكرة عن الأماكن التي يجب أن نبحث فيها.”
“كورونيس” يصف تجربته داخل الحفرة
تحدث كورونيس الذي يصف نفسه بأنه “مستكشف عالمي ومغامر ومطارد للعواصف” عن تجربته في الحفرة بأنه شعر بالمكان وكأنه على “كوكب آخر”، وعلى الرغم من أن الاستعداد للرحلة استغرق عامين، إلا أن كورونيس كان لديه 17 دقيقة فقط ليقضيها في القاع لجمع عينات من التربة وإجراء قراءات لدرجات الحرارة.
(جورج كورونيس مرتديًا بدلة ألومنيوم مقاومة للحرارة، يختبر درجات الحرارة عند حافة فوهة الغاز المشتعلة في دارفازا – تركمانستان)
سرعان ما علم هو وآخرون في فريق الرحلة الاستكشافية أن الحفرة المشتعلة تعمل مثل فرن الحمل الحراري، حيث يغوص الهواء البارد إلى القاع ويسخن هناك بفعل النار ، مما يسمح للهواء الأكثر سخونة بالارتفاع على طول الجانبين، ما يعني أن الوقوف حتى على الحافة العلوية يجلب حرارة عالية.
كانت أعلى درجة حرارة تمكن كورونيس من قياسها أثناء وجوده في الحفرة أكثر من 370 درجة مئوية، ووصف كورونيس أصوات النيران في الحفرة مثل هدير محرك طائرة، وليس صوت طقطقة نار المخيم.
وقبل وصول كورونيس إلى البلاد، قام ببعض التدريبات أثناء تواجده في موطنه كندا، قال كورونيس: “لقد استأجرت في الواقع رجلًا ماهرًا لإشعال النار لي كما تراه في فيلم أكشن في هوليوود”. “كان ذلك حتى أتمكن من التعود على فكرة أن أكون على مقربة من النار دون ذعر”.
هل ستنطفئ النيران في الحفرة؟
بعد اشتعال النيران في الحفرة بصفة دائمة لأكثر من 50 عامًا، ليس من الواضح ما إذا كان الحريق سينطفئ أو متى، ولكن وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية من غير المحتمل أن يعمل الطقس على إطفاء اللهب بشكل طبيعي.
الحفرة تحت الأرض وهي كبيرة بما يكفي بحيث لا يكون للطقس أي تأثير عليها، ودرجة الحرارة ترتفع بشكل كبير غالبية العام في صحراء تركمانستان، ونادرًا ما تسقط الأمطار هناك.
حتى في الحالات النادرة التي تتساقط فيها الأمطار في الصحراء القاحلة ، فإن المطر لا يطفئ الحفرة النارية، وبحسب كورونيس، بسبب الحرارة الشديدة للحفرة ، فإن الأمطار النادرة لا تضرب الفوهة نفسها، بل تسقط في المنطقة المحيطة، وأي مطر يسقط مباشرة على الفوهة يتبخر من درجات الحرارة المرتفعة للغاية.
(شروق الشمس الملون عند فوهة الغاز المشتعلة في دارفازا. (تصوير / جورج كورونيس))
المنطقة تمتلك نظاما بيئيا فريدا رغم الظروف القاسية
على الرغم من الظروف الجوية القاسية في منطقة حفرة “بوابة الجحيم”، خلقت الحفرة ما أسماه كورونيس “نظامًا بيئيًا فريدًا لا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض”.
وقال: “في الليل ، كنا نخيم حول الحفرة ونرى أسرابا من الطيور تطير فوق الحفرة، حتى أنها تقترب في الحفرة”. “اكتشفنا أن الطيور كانت تطارد العث والحشرات الأخرى التي انجذبت إلى ضوء النار ليلاً”.
“بوابة الجحيم” تتحول من خطأ بشري لمعلم سياحي
بسبب الطبيعة الصارمة للحكومة التي تدير تركمانستان، تم رفض طلبات الذين حاولوا دخول حفرة “بوابة الجحيم”، ويعتبر كورونيس الشخص الوحيد الذي وصل إلى القاع – حتى أنه يحمل رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لعام 2013 على هذا الإنجاز.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت بوابة الجحيم (Gates of Hell) أكبر منطقة جذب سياحي في تركمانستان ، وهي الآن محاطة بالأسوار ومواقع التخييم، فقبل الرحلة الاستكشافية لفريق ناشيونال جيوغرافيك، كانت منطقة الحفرة عبارة عن موقع قاحل، محاط بالصحراء فقط.
وقال كورونس “المكان جميل للغاية وجدته كمنوم مغناطيسي في الليل”. “ومنارة الضوء هذه، تضيء السماء بأكملها في الليل.”