سواليف
للمرة الأولى بعد نشر وسائل الإعلام المصرية شائعة وفاته أو نقله إلى المستشفى عقب تدهور حالته الصحية، ظهر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية الدكتور محمد بديع، الخميس، وسط مجموعة من المعتقلين، أثناء محاكمتهم في القضية المعروفة إعلاميا بأحداث العدوة في محافظة المنيا (جنوب مصر).
وعقب وصول “بديع” إلى قاعة المحكمة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بمنطقة طرة في محافظة القاهرة، صباح اليوم، أودع مرشد الإخوان داخل القفص الزجاجي، وسط ترحاب بالغ من قبل باقي المعتقلين المتهمين معه في القضية ذاتها، والذين هللوا بحفاوة بالغة لوصوله، موجهين له التحية الحارة، وذلك قبل لحظات من بدء جلسة محاكمتهم اليوم، والمخصصة لمناقشة شهود الإثبات.
وأكدت المحامية بالنقض وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا هدى عبد المنعم لـ”عربي21″، أن المرشد العام للإخوان قام بأذان صلاة الظهر داخل القفص الزجاجي، وصلى بالمعتقلين إماما في القفص، وتحدث فيهم مثبتا، وأظهر ثباتا وصمودا كعادته.
وقد سمحت المحكمة لمرشد الإخوان بالخروج من قفص الاتهام، بعد قول هيئة الدفاع بأن “بديع” يعاني من المرض، وأن حالته الصحية سيئة، ولكن هيئة المحكمة نفت ذلك وقالت إن صحته جيدة.
من جانبه، طلب “بديع” من قاضي الجلسة، المستشار عمر سويدان، تمكينه من رؤية أسرته داخل محبسه، ليرد عليه القاضي بأن ذلك ليس من اختصاص المحكمة، ووافقت المحكمة على طلبه بمقابلة دفاعه فقط.
بدورها، ذكرت ضحى، نجلة المرشد العام للإخوان، أنهم تواصلوا مع المحامين الذين قابلوا والدها، وأكدوا لهم أنه (بديع) لم يتحرك من زنزانته الانفرادية بسجن ملحق مزرعة طرة، وأنهم تأكدوا أن كل ما نشر عن والدها هو إشاعات ولا يعلمون حتى الآن ما سبب إطلاقها وانتشارها.
وقالت- في تدوينة لها على “الفيسبوك”- :” بعد كمية التخبط، وفترة لا بأس بها من القلق وتعب الأعصاب التي مررنا بها، أود شكر الإعلاميين والأشخاص الذين لم يتحروا الدقة ونشروا الشائعات دون تحقق ودون مبالاة بمشاعر الأهل وقلقهم، وأقول لهم ربنا يجعل قلقنا وتعبنا الفترة الماضية في ميزانكم يوم القيامة”.
واستطردت قائلة: “أتقدم بالشكر من كل قلبي وجزاهم الله عنا كل خير من حاول بشتى الطرق الوصول لحقيقة مرض والدي والتحقق من هذه الشائعة، وأشكر كل من تواصل معنا للاطمئنان على والدي، وأشكر الإعلاميين المهنيين المحترمين الذين لم ينساقوا وراء الشائعات وتحققوا منا عن مدى صحتها، جزاكم الله عنا وعن والدي كل خير، وجعل الله مجهودكم في ميزان حسناتكم”.
واختتمت “ضحى” بقولها: “نسألكم الدعاء بفتح الزيارة، ونتمكن من رؤية والدي بأنفسنا، فنحن مازلنا ممنوعين من زيارته”.
كما قال بلال، نجل المرشد العام للإخوان: “أخيرا، وبعد الكثير من الشائعات والأكاذيب والدي يظهر في قاعة المحاكمة ويراه المحامون – الأهالي ممنوعون من دخول قاعة المحكمة – بعد قرابة شهر لم يره فيه أحد من خارج السجن، ويؤكد المحامون أنه بخير وبصحة جيدة”.
وأضاف “بلال” – في تدوينة له على “الفيسبوك”-: “ربنا ينتقم من كل من روّج الشائعات عن عمد وقصد وسوء نية، ويهدي ويصلح حال كل من ساهم في نشر الشائعات عن جهل واستسهال رغم حسن النوايا”.
وكانت مواقع مقربة من نظام السيسي قد نشرت شائعات حول تعرض “بديع” لوعكة صحية، تم نقله على إثرها إلى المستشفى؛ لتعرضه لهبوط حاد ومفاجئ، وكان هناك غموض حول حقيقة حالته الصحية، خاصة في ظل صمت وزارة الداخلية، وعدم إصدراها بيانا بشأن صحة المرشد، فضلا عن رفضها تمكين أسرته أو أحد محاميه من مقابلته أو الاطمئنان على صحته.
ويواجه “بديع” و682 شخصا آخر في قضية “أحداث العدوة” تهما “ملفقة” بالوقوف وراء أعمال عنف وقعت في 14 آب/ أغسطس 2013 بمدينة العدوة بمحافظة المنيا، وتم خلالها اقتحام وحرق مركز شرطة العدوة، وقتل رقيب شرطة، واقتحام الإدارة الزراعية، والوحدة البيطرية، والسجل المدني، عقب مجزرتي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.