يومًا بعد آخر تتصاعد المخططات الإسرائيلية لاستهداف #المسجد_الأقصى المبارك، في وقت نجحت فيه #المقاومة بفرض معادلة جديدة باعتبارها حارسة ومدافعة عن قبلة #المسلمين الأولى؛ لمنع تكرار #جريمة إحراقه التي وقعت قبل 53 عامًا، وإفشال المساعي الإسرائيلية لهدمه.
وعلى مدار العقود الماضية، واصل #الاحتلال ومستوطنوه استهداف المسجد الأقصى بشتى الوسائل؛ تمهيدًا لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، أو هدمه وبناء “الهيكل” المزعوم فوق أنقاضه، وذلك بدعم إسرائيلي رسمي.
غير أنّ المقاومة في #قطاع_غزة كان لها موقف صارم، فخاضت لأجل منع ذلك في مايو/أيار 2021 معركة أسمتها “سيف القدس”، والتي كان عنوانها الأوحد وقف الاعتداءات بحق قبلة المسلمين الأولى ووقف عمليات تهجير أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلّة.
ويرى محللون أنّ المقاومة نجحت في استراتيجيتها الجديدة بالربط بين الساحات، وعدم حصر نفسها في قضايا قطاع غزة فقط، بعد أن أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن الأقصى في وجه مخططات الاحتلال.
وحدة ميدانية
ويؤكّد المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو أنّ المقاومة خلقت وحدة ميدانية بين ساحات الوطن “بمعنى أنّه إذا تألم عضو من مناطق الوجود الفلسطيني يتألم الجميع وإذا انتفض عضو ينتفض الجميع”.
ويقول سويرجو، في حديثه لوكالة “صفا”، إنّ المعادلة التي فرضتها المقاومة “شكّلت تحديًا كبيرًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي عملت طوال السنوات الماضية على تقسيم الفلسطينيين ومنعهم من أن يكونوا أصحاب مشروع تحرري ككتلة واحدة”.
ويضيف “لا نستطيع القول إنّ المقاومة نجحت في الحدّ من التغول على الأقصى لأننا تُركنا وحدنا (..) والفلسطيني يقاتل وحده، وهو محاصر، ويعمل الجميع على خفض سقف توقعاته وطموحاته”.
ويعتقد سويرجو أن الفلسطينيين ينجحون دائمًا في خلق حالة سياسية جديدة كاستحقاق للثمن الذي يدفع في كل مرة “إلا أن التآمر الإقليمي والدولي والتواطؤ الأوروبي والصلف والعنجهية الإسرائيلية تمنع الفلسطينيين من تحقيق هذا النجاح ونراه على أرض الواقع”.
ويستدرك بالقول “بالمعنى النفسي والمعنوي استطعنا أن نحقق هذه المعادلة، ولكننا نحتاج لمزيد من حالة الضغط بحيث نفشل كل عمليات التطبيع وأن نجبر العالم العربي بأن يكون منحازًا للفلسطينيين بشكل كامل، إلى جانب فضح السياسة الأوروبية المتواطئة مع الاحتلال وألا نسمح لهم أن يكونوا وسيطًا بعد ذلك”.
ويرى المحلل السياسي أنّ الأمور تسير نحو “مواجهة شاملة” في ظل تزايد الاستهداف الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك.
رافعةٌ معنويةٌ
من جانبه، يقول الكاتب ساري عرابي إنّ المقاومة حققت هدفًا مهمًا حينما أكدت في معركة ” #سيف_القدس ” أنّها لكل الشعب الفلسطيني وليست محصورة في قطاع غزة وتهدف إلى مطالب خاصة من قبيل رفع الحصار.
ويرى عرابي، في حديثه لوكالة “صفا”، أنّ المقاومة اختارت لحظة مناسبة حينما كانت الساحات مشتعلة خاصة في مدينة القدس وتحديدًا الأحداث في الأقصى وباب العامود والشيخ جراح.
ويشير إلى أنّ المقاومة في غزة بقرارها اتّخاذ قرار الدفاع عن القدس قد “مثّلت رافعة معنوية للفلسطينيين في كل مكان”.
لكن عرابي يعتقد أنّ المقاومة لم تصل بعد إلى المرحلة التي تملك فيها أسباب قوة كافية لفرض خطوط حمراء، أو وضع عناوين محددة في الصراع مع الاحتلال.
ويتابع “لذلك لا أعتقد أنّه من الصواب أن تصوغ المقاومة معاركها تحت عناوين محددة لا يمكن ضمانها دائمًا، في ظل اختلال هائل في موازين القوى لصالح الاحتلال”.
ويؤكّد الكاتب السياسي أنّه ليس مطلوبًا من المقاومة بشكل مستمر أن تضع خطوطا حمراء لا يمكن للاحتلال الاستجابة لها.
ويضيف “لا شك أنّ المقاومة جعلت قضية المسجد الأقصى على سلم الأولويات بالنسبة للفلسطينيين ولكن لا نستطيع القول إنّها نجحت الحدّ من التغول على الأقصى، وهذا ليس فشل للمقاومة وإنّما صراع كبير ومفتوح ومعقد، والاحتلال يعتبر قضية سيادته على القدس أمرًا جوهريًا بالنسبة للوجود الصهيوني”.
ويعتقد عرابي أنّه “من المهم بالنسبة للمقاومة أن تمثل رافعة معنوية للفلسطينيين، وأن تصوغ معاركها وفق حسابات وعناوين دقيقة وليس وفق خطوط حمراء لا يمكن للمقاومة ضمانها ضمن موازين القوى الموجودة الآن”.
وحول الدور المنوط بالفلسطينيين في مختلف الساحات للدفاع عن الأقصى، يقول عرابي:” يجب أن نفهم ظروف الفلسطينيين في كل مكان (..) والجماهير في القدس والضفة الغربية تخوض هبات متتالية من أجل الأقصى كما جرى في أعوام 2015 و2018 و2019 و2021″.
ويلفت إلى أنّ الجماهير في القدس والضفة تعاني من مشكلة تنظيمية في ظل صعوبة وجود تنظيمات قادرة على تأطير الجماهير، موضحًا أن “التفوق الأمني للاحتلال ووجود السلطة الفلسطينية يحول دون قدرة التنظيمات على تأطير الجماهير بشكل كافٍ”.
ويواصل حديثه “التنظيمات التي تعيش نوعًا من الاستقرار النسبي في قطاع غزة والخارج مطلوب منها التفكير بحلول خلاقة للوضع الأمني والتنظيمي في الضفة الغربية والقدس، ومطلوب من الفلسطينيين خارج الأرض المحتلة أن يقوموا بدور جوهري على مستوى الدعاية والتعبئة من أجل القدس والمسجد الأقصى”.
ويرى عرابي أن “استمرار الانتهاكات للمسجد الأقصى تجعل احتمالات المواجهة قائمة”، متابعًا “بالتأكيد ستكون هناك مواجهة ولكن التوقيت الدقيق لها غير معروف”.