بالفيديو .. روسيا وأمريكا تتقاسمان الميراث قبل وفاة المريض

سواليف

الدولتان تضغطان باتجاه الحل في سوريا لترسيخ مكاسبهما وتوثيقها ضمن أي اتفاق سوري قادم يسمح مرغما ببقاء أمريكا كضامن للمعارضة وروسيا كضامن للنظام.

يبدو أن موسكو وواشنطن تستعجلان تقاسم الميراث السوري قبل وفاة المريض نهائيا، ويتسابقان حاليا لفرض مناطق نفوذ وقواعد عسكرية بالتراضي فيما بينهما، موسكو بالاتفاق مع النظام الذي مازال توقيعه على الاتفاقات والمعاهدات الدولية نافذا كونه يمثل سوريا في الأمم المتحدة إلى الآن وهو ماسعت روسيا إليه طوال السنوات السابقة رغم محاولة دول كثيرة سحب شرعية النظام من المنظمة الدولية.

أما واشنطن فإنها لاتجد حرجا في فرض وصايتها على أي مكان تراه مناسبا لمصالحها مستفيدة من محاربتها لتنظيم الدولة داعش بتحالف دولي تقوده منذ سنة ونصف السنة، ورأت أن من حقها إنشاء قاعدة عسكرية جوية في منطقة الرميلان النفطية أقصى شمال شرق سوريا.

وبالتزامن يسعى الخبراء الروس إلى تأهيل مطار القامشلي الذي لايبعد سوى كيلو مترات قليلة عن مطار رميلان الزراعي والذي يقع نظريا تحت سيطرة النظام وذلك بهدف إنشاء قاعدة جوية في أقصى الشمال السوري كذلك الأمر في إعادة تأهيل مطار كويرس الذي تم فك حصاره مؤخرا بمساندة جوية روسية كثيفة ولايبعد عن الرقة معقل داعش أكثر من 100 كلم.

وفي معلومات وصلت إلى شبكة إرم من مصادر عسكرية كردية ضمن مايسمى بقوات سوريا الديمقراطية فإن الولايات المتحدة ترمي بثقلها العسكري في مساعدة هذه القوات للسيطرة على مطار الطبقة العسكري على نهر الفرات والذي سيطرت عليه داعش قبل سنة ،

وذلك بهدف تسخيره كقاعدة جوية أمريكية متقدمة بحجة محاربة التنظيم وإنشاء مثلث قتالي أمريكي من مطار رميلان في شمال شرق سوريا إلى مطار الطبقة شمال البلاد اتصالا بقاعدة إنجرليك جنوب تركيا وبالتالي ترسم واشنطن منطقة جغرافية تحت نفوذها تشمل مناطق الأكراد في كل من سوريا وتركيا والعراق، وهو الأمر الذي تطمئن له أنقرة خوفا من التمدد الروسي في المناطق التي ينشط فيها حزب العمال الكردستاني بي كا كا والذي تعبره تركيا إرهابيا يهدد أمنها القومي أكثر من داعش.

ولعل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بأن تنظيم الدولة سيشهد نكسة حتمية خلال أشهر تأتي في سياق الاتفاق الأمريكي الروسي للتعاون معا في تأمين مناطق نفوذهم الجديدة وعدم السماح للتنظيم بأن يكون فاعلا قرب أي قاعدة روسية كانت أم أمريكية ..

وبالتالي فإننا نرى أن الدولتين العظميين تضغطان باتجاه الحل في سوريا لترسيخ مكاسبهما وتوثيقها ضمن أي اتفاق سوري قادم يسمح مرغما ببقاء أمريكا كضامن للمعارضة وروسيا كضامن للنظام… وبهذا تثمر حبات البطاطا التي أهداها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنظيره لافروف أثناء محادثاتهما بشأن الأزمة السورية.

ارم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى