باب الرحمة.. المعركة لم تحسم

باب الرحمة.. المعركة لم تحسم بعد
عمر عياصرة

المعلومات المتوافرة بالامس، تشير الى ان اسرائيل ابلغت الاردن قرارها اغلاق «مصلى باب الرحمة» التابع للمسجد الاقصى المبارك واخلائه من محتوياته.
وذكر التلفزيون الرسمي ان نتنياهو طالب الاجهزة الامنية الاسرائيلية بإعادة اغلاق «مصلى الرحمة» دون تسويات مع مجلس الاوقاف التابع لحكومة الاردن.
لا اعرف كم كانت الدولة الاردنية جزءا من مشروع فتح باب الرحمة واقامة المصلى، فهل كان القرار مطبوخا في عمان، ام انه مجرد اجتهاد لمرجعيات مجلس الاوقاف لم تملك عمان الا التماهي معه.
اغلاق باب الرحمة مرة اخرى، كما جاء بالقرار الاسرائيلي، لن يمر بسهولة، سيتحداه المقدسيون، وستشهد المدينة اندلاع مواجهات عنيفة.
الاردن معني بعدم كسر كلمة مجلس الاوقاف التابع لحكومتنا، وعليه ان يفكر مليا بخطة شاملة لمواجهة القرار الاسرائيلي، والخروج منه منتصرا.
قوتنا في المكاسرة القادمة حول «مصلى الرحمة»، تأتي من ملفين رئيسيين، الاول: المقدسيين وصمودهم وقوة شكيمتهم التي ساهمت في محطات مختلفة من اخضاع الاسرائيلي «معركة البوابات الاليكترونية» نموذجا.
اما عامل القوة الثاني فيتعلق بالدبلوماسية الاردنية وقدرتها على احراج نتنياهو قبل انتخاباتهم المبكرة المزمع عقدها في شهر نيسان القادم.
يجب ان لا ننحني في معركة «مصلى الرحمة» علينا خوض المنازلة باحترافية عالية، مستخدمين كل المتاح من الاسلحة، علينا ان نوجه رسالة انتصار لنتنياهو ولعواصم عربية تحاول ازاحتنا عن الوصاية.
قادم الايام في الاقصى حاسم ومتوتر، وانا متأكد ان الدولة الاردنية، ملكا وحكومة وشعبا، تراقب من كثب ما سيجري، وانا متأكد ان الدولة تحاول منع التصعيد دون تنازل عن مصلى الرحمة.
نتنياهو يشعر بالانكسار امام اليمين المتطرف «قاعدته الانتخابية» بعدما جرى في باب الرحمة، لذلك يحاول ان يستعيد ثقتهم، من خلال اعادة الاوضاع إلى ما كانت عليه سابقا.
نحن بدورنا مطالبون بمواجهته، واحراجه امام قاعدته الانتخابية، ودفعه للتراجع، وعلينا التلويح الجاد بسحب السفراء من جهة، ودعم صمود واحتجاجات المقدسيين من جهة اخرى.
مرة اخرى، التصعيد قادم، والمواجهات حتمية، وعلينا ترتيب خطة لمواجهة كل ذلك، ومن نافلة القول، اننا نطالب ان تكون اهم معالم الخطة الابقاء على مصلى باب الرحمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى