بئر كولا العملاق.. أكبر حفرة على وجه الأرض

سواليف

شهدت فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين تنافساً شرساً في شتى المجالات بين كبرى الدول، وكان السباق نحو الفضاء يمثل الصعيد الأكثر تنافساً بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، فيما كان هناك تنافس من نوع آخر، بعيدا عن الفضاء، لكنه لم يحظَ بالاهتمام كما كان الأمر بالنسبة إلى إكتشاف الفضاء.

أجرى العلماء العديد من الدراسات حول تكوين القشرة الأرضية، إلا أن فكرة الوصول إلى أعمق نقطة في باطن الأرض ظهرت من خلال مشروعين ضخمين، فالولايات المتحدة بدأت بحفر منطقة منخفضة بالقرب من خليج المكسيك، لكن المشروع لم يستمر لنقص التمويل، وعلى الجانب الآخر كان الاتحاد السوفيتي يطلق مشروعه لاستكشاف قشرة الأرض.

بدأ المشروع العلمي السوفيتي عام 1970 من خلال حفر بئر فائقة العمق، استمر العمل فيه حتى العام 1989، وتم اختيار مدينة زابوليارني في الجزء الشمالي الغربي من الاتحاد السوفيتي.

وضع السوفييت هدفاً بالوصول إلى عمق 15000 مترًا، إلا أن الحفر توقف عند 12262 مترًا، والسبب يعود إلى ارتفاع درجة الحرارة في باطن الأرض والتي وصلت إلى 180 درجة مئوية.

رغم توقف المشروع إلا أن الحقائق التي تم التوصل لها كانت في غاية الأهمية، فعندما تم فحص تربة هذه الحفرة على هذا العمق تمت مقارنة نتيجة هذا الفحص مع نتيجة فحص عينة أخرى جاءت بواسطة مركبة فضاء من القمر كانت النتيجة واحدة، وهذا أكد أن القمر والأرض كانا شيئا واحدا قديما قبل الانفصال.

كما استطاع العلماء تقدير عمر كوكب الأرض بـ 1.5 مليار سنة، يضاف لذلك اكتشاف مكامن غنية بالذهب والألماس، كما تم اكتشاف كميات ضخمة من غاز الميثان في أعماق الأرض حيث كان يُفترض ألا يوجد هناك أي شيء حيوي، وهو ما اقتضى إعادة النظر في نظرية المنشأ البيولوجي للنفط والغاز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى