انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان.. المؤشرات والدلالات


انتخاب #جوزيف_عون رئيسا للبنان.. المؤشرات والدلالات
#محمود_أبو_هلال
هي المرة الأولى منذ اتفاق الطائف وحتى قبله، التي لم تتدخل سوريا فيها بانتخاب الرئيس اللبناني وقد يكون هذا المؤشر هو الأهم.

وقد نقول أن الغربي الأطلسي عاد وأخذ زمام المبادرة بعد أن فرض على العقول العربية فكرة “الكلفة الباهضة” لخياري التغيير السياسي والمقاومة، ما جعل مطلبي الاستقرار وتحسين ظروف العيش بقطع النظر عمن يحكم هما أبرز انتظارات الشعوب العربية.
وبذلك تحول مطلب الديمقراطية والتحرر الوطني ومواجهة الكيان إلى مجرد مطالب نخبوية وتيارات سياسية محاصرة أصلا وبعضها منقطع عن العمق الشعبي.

خمسة عشر عاما تقريبا مرت على المنطقة استطاع فيها الغربي الاستعماري بمعاونة أعمدة الكيان العربي تأزيم واصطناع الاستقطابات وتعسير الانتقالات السياسية لتهديد أمن الناس ومعاشهم، إضافة لعام كامل من قوة نارية متوحشة ضد جبهات المقاومة وحواضنها وصلت إلى حدود حرب الابادة .
عودة الغربي إلى الجلوس على طاولة الترتيب، بعد زلزال الطوفان، يعتمد على ما يبدو خيار “الدول الرخوة” بعد أن اعتمد في الخمسة عشر عاما الماضية خيار “الدولة الصلبة” مقابل “الديمقراطية” ثم تكتيك إثارة الصراعات بين مكونات المنطقة عبر اصطناع آلية الانتقالات المتعثرة والتكلفة الباهظة. ما جعل العالم العربي يعيش اليوم ما يمكن تسميته بالفراغ الاستراتيجي بعناوين ثلاثة تقريبا:
أولا.. انحسارا في التطلعات الشعبية وانشغال الناس في معاناتهم اليومية ووقوعهم تحت سلطة التوجيه الإعلامي المنطلق من عمق الغرف المغلقة.
ثانيا.. ضمور فعل التيارات الكبرى التي اختارت التحول إلى مجرد كيانات وظيفية عند القوى الكبرى المتصارعة في المنطقة.
وثالثا.. هشاشة النظم الرسمية “الحاكمة” واستعدادها لكل مظاهر الابتزاز والقبول بمقايضة بقائها بالتنازلات الكبرى أمام الأمريكان والكيان الصهيوني.
في ظل ما سبق جاء انتخاب جوزيف عون قائد الجيش الحالي الذي رشحته أمريكا وفرنسا والسعودية وقبلت به الأطراف اللبنانية وعلى ما يبدو، سيكون أمامه الحفاظ على توازنات صعبة في إقليم سيشهد أعسر الترتيبات في المنطقة اعتمادا على المقاربات سالفة الذكر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى