انتبهوا أيها #السادة! انتبهن أيتها #السيدات! هناك من قرع #الجرس!!!
في نقاش مع د محمود المساد
حول رسالة الطالبين: العمري وصبح، ومغادرتهما الحياة المدرسية، والعائلية، دارت أفكار متنوعة، سألت هل أوجه رسالتي إلى مجلس التربية ، فتذكرنا أنه ليس مهتمًا ولا
فاعلًا ولا مسؤولًا، فاتفقنا على توجيه رسالتي إلى من يهمه الأمر،
وهو #المجتمع: #الأمهات و #الآباء، والأهالي وحكماء التربية-إن وجدوا-، وليس إلى #وزراء_تربية عديدين لم يفعل معظمهم شيئًا،
ولا إلى “علماء ” كليات التربية في الجامعات التي لم تحدث فرقًا يذكر، ولا إلى الأحزاب “الوطنية “
النائمة في عسل وعود الإصلاح ،
إذن! هذه رسالة إلى المجتمع
بأكمله، باستثناء الجهات التي ذكرت، لأنها ليست مهتمة وربما ساهمت في “توهين ” علاقة الطلبة بمدارسهم ، وتدني ثقتهم بها. فالتوهين هو صناعة الجامعات ومجالس التربية ووزرائها ، ومن ورائهم.
عودة إلى رسالة الطالبين والتي أعتبرها زلزالًا تربويًا أردنيًا، ستكون له ارتدادات قوية ومتواصلة:
١-إنّ رسالة الطالبين، أقوى من جميع رسائلنا كناقدين ومحللين.
فقد تضمنت الرسالة تحليلًا عميقًا جدًا للعملية التربوية من مناهج وامتحانات وتدريس وانسداد أفق، تحليلًا يعكس ما
تم السكوت عنه، فلم تسمع “الدولة “صرخاتنا، ولا سمع المسؤولون صوت من هو أعلى منا”.
٢-إن رسالة الطالبين: قوية، عميقة، ليس فيها خطأ لغوي ولا إملائي، ولا خطأ تربوي ولا خطأ منطقي، أنا أرجح أنها من كتابة الطالبين، ولا وجود لمحرض كما قد يقول المنطق الرسمي الواهن. فأنا أسلّم بأنها صوت الطلبة أنفسهم، وهذا يحسب لهما، كطالبين متفوقين ناضجين
باحثين عن مستقبل واستقلال.
٢-أنا بالطبع أؤيد ما جاء في الرسالة مع تحفظي على ترك المدرسة والأهل والاختفاء، فكان بالإمكان
أن يقوما بنفس السلوك دون
ترك المدرسة أو الاختفاء عن الأهل .ونأمل أن يؤدي سلوك الطالبين إلى هزّ المجتمع وهزّ الوضع التربوي المتبلد ،كما نأمل
أن لا يغري سلوكهما طلبة آخرين
إلى ترك المدرسة!!
٣-طرح الطالبين أفكارًا تربوية
كان يجب طرحها من مجالس التربية ووزرائها التائهين في التضييق على المعلمين أو أسس النجاح والرسوب وحتى التخصصات الجامعية والتوجيهي والكتب ومجالس الضبط وغيرها؛ لقد طرح الطالبان الأفكار الناضجة الآتية:
-المدرسة تهتم بتحفيظنا الكتب
وإعطائنا شهادات عليها أرقام لا معنى لها.
- كانت المدرسة ناجحة أيام زمان
حين كانت تعد خريجيها لوظيفة حكومية موجودة.
-لسنا مستعدين للبقاء اثني عشر عامًا، وأربعة أعوام جامعية للوصول إلى فراغ وسكون وانعدام أي فرصة للعمل!
أي نقدٍ هذا؟ هذا كلام حكماء لا طلبة! هذا كلام ينتشر حاليًا كأبرز اتجاهات عالمية في تقليص فترة الدراسة الجامعية والمدرسية!
-لسنا مستعدين لإضاعة وقتنا في قراءة كتب لا علاقة لنا بها :”لا تضر ولا تنفع “في الوقت الذي ندعي به أننا طورنا المناهج والكتب!!!
-يسعى الطالبان إلى البحث عن مشروع عمل واستثمار لم يجداه
في المدرسة ، مع أن هذا ما يطالب به الجميع!
رسالتي إلى الطالبين:
عودا إلى الأهل والمدرسة!
فقد أحدثتما الزلزال، والأثر المطلوب ،فالبدء بعد المدرسة أكثر أمنًا ونجاحًا لمشروعاتهم.
طالما حذرت من توهين العلاقة بين الطالب ومدرسته وها هي أول فاتورة واجبة الدفع!
انتبهوا أيها السادة! انتبهن أيتها السيدات، فبرأيي أنتم المؤسسة الوحيدة المهتمة والتي لا يجب أن تدخل إليها سلوكات التوهين
فمؤسساتنا تعاني من ثقافة التوهين! الكتاب الذي تأثر به الطالبان ليس السبب، إنها معضلة التعليم!!
وللحديث بقية