«اليونسكو»… قصة انحياز أمريكي سافر

« اليونسكو »… قصة انحياز أمريكي سافر
عمر عياصرة

اهم دلالات الانسحاب الامريكي من منظمة اليونسكو، انها ترسل باشاراتها العميقة عن حجم انحياز ادارة ترامب ل»إسرائيل» على حساب العرب وقضاياهم.
نعم، ندرك ان واشنطن كانت على الدوام منحازة لدولة الاحتلال، ولم تكن طرفا نزيها في علاقتها مع الصراع في الشرق الاوسط.
لكن الجديد، ان ادارة ترامب تعلن انها اسرائلية اكثر من «اسرائيل»، واليمين الحاكم في واشنطن يحلم ويسبّح بحمد تل ابيب وهواجسها ومقولاتها المزيفة.
امريكا لا تحب اليونسكو، رغم انها منظمة ثقافية ترعى التعليم وتحافظ على تراث الامم، والسبب، ان المنظمة تتعامل مع القضايا في منطقتنا بموضوعية وعلمية دون انحياز.
ولعل قرارات اليونسكو في السنة الاخيرة اثارت حنق الولايات المتحدة، بدءا من قُبولها بفلسطين عُضوًا فيها، وإقرارها في تشرين الثاني عام 2016 بأن المسجد الأقصى تراثٌ إسلاميٌّ خالص لا علاقة لليهود به، ولا سيادة لهم على المدينة المُحتلّة، وإدانتها لأعمال الحَفر التي تَقوم بها سُلطات الاحتلال الإسرائيلي، ويَستهدف جانبًا مِنها المَسجد الأقصى.
كل ذلك لا يعجب ادارة ترامب، ويريدون من المنظمة ان تكون اداة طيعة تسكت عن الحقائق، والسؤال الكبير، اليس في هذا الانحياز السافر الواضح، دعما للعُنصريّة والاحتلال وجَرائم الحَرب التي ترتكبها هذا تل ابيب في الأراضي العربيّة المُحتلّة مُنذ سبعين عامًا تقريبًا.
اليس في هذا الانسحاب، انكارا للتصويت الحر النزيه الشفاف الذي قادته رئيسة اليونسكو البلغارية ايريما بوكوفا، والتي اعلنت المنظمة من خلالها ان في فلسطين حقا لاهلها.
المؤسف الاكبر بعد الانسحاب الامريكي، الذي اظهر توجها قاسيا من ادارة ترامب نحو الانحياز للاسرائيلي وفرض صيغته علينا – المؤسف الاكبر – كان في مواقف بعض الدول العربية الكبيرة من انتخابات رئاسة اليونسكو، فقد جرى اصطفاف من قبلهم افاد «اسرائيل» وزاد من اطماع ترامب بان هناك من يصفق لانحيازه السافر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى