سواليف
أقامت الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة اليوم العلمي العاشر “وفي الأرض آيات للموقنين” تحت رعاية الأستاذ الدكتور زغلول النجار، وقد تضمن برنامج هذا اليوم العلمي ستة أوراق بحثية قدمها عدد من الباحثين والمتخصصين في مجالات المياه والجيولوجيا والسحب والأمطار، كما تضمن بعضها الرياح والغلاف الجوي، وآيات اليقين في خلق الأرض وتذليلها، وإلى تكتونية الصفائح الأرضية.
وقد رحب رئيس الجمعية المهندس حاتم البشتاوي بالعلماء والباحثين والضيوف، كما تكلم فيها عن فكرة هذا اليوم العلمي وأهميته، وأن الإعجاز العلمي هي اللغة التي نخاطب بها الناس جميعاً في جميع العصور، مهما اختلفت ثقافاتهم وتخصصاتهم العلمية والإنسانية، وهي وسيلة من وسائل دراسة آيات الله في الأنفس والآفاق.
وقد أشار الدكتور زغلول النجار إلى أن الإعجاز العلمي لم تتضح لنا جوانبه الكثيرة إلا في زمن التقدم العلمي الذي نعيشه في هذه الأيام، وأنه قد أصبح الآن لغة عالمية، كما أصبح أسلوباً فريداً للعلماء والمتخصصين، في الدعوة إلى هذا الدين على بصيرة، متسلحين بالعلم والإيمان. وأشار إلى إن عدد الآيات العلمية في القرآن الكريم تجاوزت 1300 آية، منها 451 آية تناولت الأرض بأنواعها المختلفة، وما أودع الله فيها من أسرار وآيات للموقنين.
وذكر المهندس حاتم البشتاوي رئيس الجمعية في موضوعه “آيات اليقين في خلق الأرض وتذليلها” بعض الآيات القرآنية التي تناولت سنن الله في خلق الأرض، وفي بعدها عن الشمس والقمر، وأن الله تعالى جعلها مهداً ومهاداً للإنسان، كما جعلها ذلولاً لحياته، وجعلها بساطاً وقراراً وكفاتاً، وهي كلها قضايا إيمانية ويقينية، كما أنها قضايا إعجازية سبق القرآن جميع العلوم الحديثة في الإشارة إليها؛ لتدل على أن الله هو منزل الكتاب وخالق الأرض والسماء.
وأشار الدكتور موفق فريوان في بحثه “إعجاز الكتاب في أنواع السحاب” أن السحاب ورد في القرآن الكريم في تسعة مواقع، وتدل كل منها على نوع واحد من أنواع السحب، وما يصاحبها به من أحوال جوية: كالهطول وأنواعه، والرياح وأشكالها، وأنظمة الضغط الجوي التي تنتجها. وأبرزَ في بحثه الإعجاز القرآني في تفسير الاكتشافات العلمية الحديثة، في تفاصيل تكون الغيوم وتشكل الهطول وغيرها من الأحوال الجوية، والتي وصفها القرآن الكريم قبل اكتشاف العلم لها بأكثر من 1300 عام.
وتناول أد. بلال عميرة، في بحثه موضوع “تكتونية الصفائح في القرآن الكريم” بيَّن فيه سبق القرآن الكريم في بعض المعارف التي تبيَّنت للناس في وقت متأخر، حيث سبق القرآن الكريم الإشارة إلى هذه الصفائح التي تحمل القارات والبحار، بقوله تعالى: “وفي الأرض قطع متجاورات”، وأن هذه الصفائح تتحرك بطرق مختلفة؛ فإما أن تقترب من بعضها البعض، أو تبتعد عن بعضها البعض، أو تتحرك بمحاذاة بعضها البعض، وهو ما ميزها عن غيرها من كواكب المجموعة الشمسية، بحيث تصبح مسخرة لخدمة الإنسان ورفاهيته.
ثم قدَّم الدكتور ناجل ياسين بحثاً بعنوان ” الله الذي جعل لكم الأرض قرارا”، أشار فيه إلى تهيئة الله تعالى للأرض خلافاً لغيرها من كواكب المجموعة الشمسية؛ لتكون محلاً صالحاً للحياة، كما بين تناسق كتلتها وتوسط حجمها وموقعها بين الشمس والقمر، وأن ميل محور دورانها 23.5 درجة، وهو ما ينتج عنه ظاهرة الفصول الأربعة، وعرَض كذلك مظاهر الإبداع في الخلق والتصميم والتقدير للأرض؛ وأنه ما أخرج الله منها من نباتات وثمار، وما أنزل عليها من ماء، وما أسكن فيها من كنوز، إلا لتوائم الإنسان – خليفة الله في أرضه – في حياته واحتياجاته.
وتأتي إقامة هذا اليوم العلمي، والذي حضره نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين، وباستضافة كريمة من مستشفى الإسراء – ليضيف لبنة في سبيل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبياناً إلى أن القرآن الكريم سبق العلوم العصرية، بما أشار إليه من سنن كونية في الأنفس والافاق.