الموظف العمومي مبتلى

لموظف_العمومي مبتلى

د. عبدالله البركات
دائما ما كانت #الوظيفة #العمومية #ابتلاء. ولذلك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التصدي لها ما لم يكن المتصدي اهلاً لها. فهي بمقياس الاسلام وخاصة الوظائف العليا امانة وهي حسرة وندامة الا من اخذها بحقها وأداها بحقها كما قال عليه افضل الصلاة والسلام. ورغم هذا التحذير الخطير الذي من الجدير ان ترتجف له القلوب فقد تكالب اغلب الناس على طلبها وتفننوا في الاحتيال للحصول عليها.
ولقد كانت الوظيفة العامة حتى وقت قريب تضفي على متسننها بالاضافة الى امتيازاتها المادية هيبة وحرمة ومهابة. ولم يكن يجرؤ احد على نقد صاحبها او اتهامه في ذمته المالية او التعرض لحياته الخاصة. ولكن الامر قد اختلف الان ونحن بعصر وسائل التواصل الاجتماعي فرغم كل القوانين المعقولة وغير المعقولة فمازال الموظف العام عرضة لسهام النقد والتجريح بل والسخرية مهما هلا منصبه. واذا اراد المؤثرون على الشبكة ان يصنعوا منه التوبة او اضحوكة فهم اهل لذلك.
وعلى كل حال فإن ردود فعل الموظف العام اليوم تتراوح بين البلادة واللامبالة الى اللجوء الى المحاكم الى الاستغناء عن المنصب والقبول من الغنيمة بالاياب.
أما العلاج الاسلامي لهذه الحالات فهي التقوى. التقوى من جانب الموظف العام فلا يضع نفسه موضع الشبهات ولا يخن الامانة التي اوكلت اليه وليرتفع عن خطاب الجاهلين ( واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) . اما من جانب المواطن فلا يسمح لنفسه الطعن في اعراض الغير ولا الافتراء عليهم ولا السخرية منهم. فقد قال الله تعالى ( يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خير منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون.)) صدق الله العظيم.

ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى