#الملعقة سيدةُ السجون / #كامل النصيرات
الواقعيّون جداً جداً لن يصدقوا بطولة المناضلين الستة الذين صفعوا الكون كلّه وعلى رأسه «إسرائيل اللقيطة» بكلّ أجهزتها الجبّارة..! فكيف يصدّقون أن الملاعق سلاح مقاوم وفتّاك وتغيّر مجرى التاريخ..؟ كيف يقتنعون أن قصصاً كثيرة حدثت مثلها وأقربها للعارفين هي حكاية الشاعر المناضل مظفر النوّاب الذي حفر مع زملائه بالمعالق تحت السجن وهربوا محقّقين نصراً مذهلاً..؟ المقاومة أُم المعجزات ومن يدرس ويتابع فقه المقاومة سيعرف أن المقاومة تتقدّم دائماً بخطوة..!.
صحيح أن كثيراً من الأسئلة لا تجد إجابات الآن؛ فمثل هذه العمليات النوعيّة إجابات أسئلتها تشكّل خطورة على دروس المقاومة؛ لكنها حدثت وبالأدلة الكافية وأبطالها ليسوا غرباء عن المقاومة بل أسماؤهم كبيرة ولهم في العمل المقاوم صفحات وصفحات ولا غرابة إلاّ أن الدهشة في لحظة الانتصار تأكل من رصيد الإحباط..!.
المعلقة دائماً سيدة محترمة في كلّ سجون الأرض؛ لأنها من الأدوات القليلة التي يخشاها السجّان دائماً فصار استبدال الملعقة الألمنيوم بأخرى بلاستيكية هي جزء من حلول السجّان وجزء من احتياطاته الأمنية..!.
هرب الأبطال الستة ونجحوا.. وعفّروا رأس المغتصِب بكل ترابهم.. لا يهم كيف ولا متى ولا كل الأسئلة الأخرى.. المهم أنهم فعلوها؛ وأثبتوا أن المقاومة لا تشيخ وأن فلسطين ولّادة ولن يكفّ رحمها عن الانجاب وعن المعجزات..!.
بالملعقة ؛ نعم بالملعقة.. والمخفيّ في فقه المقاومة السريّ أعظم.. ومن لا يريد أن يصدّق فليراجع كيف كانت الشعوب تصنع معجزاتها في أكثر الأوقات ظلاماً..!