بيان #الملتقى_الوطني_لدعم_المقاومة وحماية الوطن في المؤتمر الصحفي المقترح الساعة 1:00 ظهر الثلاثاء 21-2-2023
#قمة_النقب امتداد لصفقة القرن ومسار تصفية #قضية_فلسطين، ومشاركة #الأردن فيها #انتحار يجب عدم الانجرار إليه تحت أي ظرف
بينما تمضي #الحكومة_الصهيونية تحت قيادة #مستوطنين مجرمين نحو المزيد من #العدوان على #الشعب_الفلسطيني وعلى حركته الأسيرة، وتنشب معاول الهدم في القدس، وتسهب في إجراءات ترانسفير بحق الأسرى وعائلاتهم وتعزز الاستيطان بالمقابل، وتسنّ أسنانها لعدوان إحلالي ضد المسجد الأقصى المبارك في رمضان…
وبينما ترد عليها #المقاومة بالعمليات البطولية التي تستعيد توازن الردع رغم فارق القوة والعتاد وتمضي القدس نحو المواجهة الشعبية، يمضي بعض النظام الرسمي العربي في مسار تطبيعي بات أقرب إلى تحالفٍ مع الصهيونية، من خلال ما سمي بـ”اتفاقات أبراهام” وبـ “منتدى النقب” المنبثق عن تلك الاتفاقات التصفوية.
وأمام ما يتعرض له الأردن الرسمي من ضغوط وتحديداً من الولايات المتحدة الأمريكية لينضم إلى هذا المسار التصفوي، فإننا أولاً نرفض هذا التدخل الأمريكي السافر للضغط على الأردن والدول العربية للسير في برامج التطبيع والارتهان، وثانياً نؤكد أن هذا المسار يشكل تهديداً لعروبة الأردن وحاضره ومستقبله والتزامه بالدور المطلوب منه في دعم الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات، ومن هنا فإننا ندعو إلى رفض هذه الضغوط وعدم الاستجابة لها، وإلى رفض المشاركة في منتدى النقب التطبيعي اليوم وفي المستقبل، استناداً إلى الحقائق التالية:
1- لقد قامت الاتفاقات المسماة زوراً بالإبراهيمية على صفقة القرن التي أعلن الأردن رفضه الواضح والعلني لها، وجوهرها التطبيع مع الكيان الصهيوني بغض النظر عن ما يحصل على أرض فلسطين، ما يترك فلسطين أمام مخاطر الاستيطان والضم وتهويد القدس والترانسفير وتوطين اللاجئين، وهي طروحات تصفوية لا تهدد فلسطين وحدها بل إنها تهدد الأردن بالقدر ذاته، والقبول بها والسير في ركبها هو شكل من الانتحار.
2- لقد شكلت قمة النقب الماضية في 27 و 28-3-2022 غطاءً عربياً رسمياً سافراً وغير مسبوق للعدوان على المسجد الأقصى المبارك، وقد دفع المرابطون في الأقصى ثمن هذا الغطاء من دمائهم بعد ثمانية عشر يومٍ فقط في العدوان الأكبر والأوسع على المسجد الأقصى منذ احتلاله فجر يوم الجمعة 15-4-2022؛ ولا يمكن للأردن الذي يحمل رسمياً وشعبياً الأمانة التاريخية للدفاع عن المسجد ورعايته وإعماره، والذي قدم أبناؤه آلاف الشهداء على ثراه ومن حوله، لا يمكن له اليوم أن يكون شريكاً في قمة تقصد إضفاء المشروعية على عدوان مشابه يخطط له الاحتلال في 6-4-2023 صبيحة يوم الخامس عشر من رمضان.
3- لقد جاء انطلاق هذه القمة من قبر رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم ديفيد بن جوريون، الذي كان المسؤول المباشر عن تهجير أكثر من مليون فلسطيني، ويحمل في رقبته دماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين والأردنيين على حد سواء، ليشكل إعلان قبول للفكرة الصهيونية وليس مجرد معاهدة سلام، فعَقدُ معاهدات السلام مع العدو شيء، والالتحاق بركبه والسير تحت قيادته شيء آخر تماماً.
في الوقت عينه، نؤكد إجماع الشعب الأردني على إدانة موقف الحكومة الأردنية التي أدانت العمليات البطولية في القدس والذي يتناقض تماماً مع الموقف الشعبي الرافض لكل التفاقيات مع العدو الصهيوني وكل أشكال العلاقة معه، وموقف الحكومة المُدان هذا يتجاوز حتى حقائق القانون الدولي الراسخة في ممالأته للصهاينة، فالقدس أرضٌ محتلة، وإقامة المستوطنات فيها ونقل السكان إليها جريمة حرب موصوفة، والمستوطنون فيها يدركون ذلك جيداً؛ فكيف يمكن أن ينقلب الموقف الرسمي الأردني إلى حد أن يعتبر هؤلاء “مدنيين أبرياء”!
لقد أثبتت التجربة مرة تلو المرة أن عدوان هذا المحتل المجرم لا يحده سقف، فبعد مداهنته وإدانة العمليات البطولية المشرفة، شرَع بأوسع عدوان على الأسرى وعائلاتهم، وشرَّع قانون سحب الجنسيات وبطاقات الإقامة الزرقاء منهم، وبدأ بالسطو على أملاكهم وأملاك عائلاتهم؛ فهل آن لصناع القرار الرسمي أن يدركوا أنهم بتوجهاتهم الكارثية هذه لا يناقضون وجدان شعبهم فحسب؛ بل يشجعون المحتل على مزيد من العدوان ويهيؤون بيئة سياسية مواتية لعدوانه؟! فالصهاينة لا يقيمون وزناً لمن يداهنهم من النظام الرسمي العربي، بل يتعمدون إحراجه وإذلاله في كل مرة، ودماء القاضي رائد زعيتر شاهدة، وكذلك دماء الشهيد محمد الجواودة الذي ارتقى في قلب عمان ليُستقبل قاتلُه عند المجرم نتنياهو استقبال الأبطال.
إن هذه المواقف تدفعنا أن نطالب الأردن الرسمي برفض المشاركة في منتدى النقب التصفوي، وأن يمضي بموقفه نحو ما تفرضه مصالحه الحقيقية وموقعه العربي والإسلامي من إسناد للشعب الفلسطيني ومقاومته لتحرير أرضه واستعادة كامل حقوقه التي لا تقبل التصرف ولا يلغيها التقادم.
أخيراً، وبين يدي العدوان الذي يخطط له المحتل وتحرض عليه جماعات الهيكل المجرمة ضد المسجد الأقصى المبارك في رمضان، فإننا نؤكد وقوفنا إلى جانب المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وإلى جانب المقاومين في جنين ونابلس وعقبة جبر والقدس وغزة وكل فلسطين، وندعو جماهير شعبنا إلى الاستعداد والمشاركة الحاشدة في الفعاليات التي سيدعو لها الملتقى وستدعو لها القوى السياسية المختلفة، انتصاراً للمقاومة ولأسرانا الأبطال ودفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك.
عمان في 21-2-2023