#المرحوم #فقيد #الهريسة و #العوامة !
حديث سمعه د. #ماجد_توهان_الزبيدي
……………………………………………………………………..
حضر الكاتب البارحة عزاء جارنا الطيب ابو جميل بوفاة ولده الأوسط”حسن” البالغ من العمر 35 سنة الذي توفيّ من جراء جلطة دماغية مفاجئة!
وقد علم الكاتب من سماعه أحاديث بعض المُعزّين المجاورين له بخيمة العزاء أن الفقيد الشاب كان يعاني من سنوات طويلة من أمراض الضغط والعسكري و”النقرس” نتيجة إلتهامه اليومي من خمسة عشرة سنة ونيف، للحوم الحمراء مع الحلويات بكافة أشكالها وأنواعها إلى درجة أنهُ كان يلتهم دجاجتين وصينية هريسة بالفستق الحلبي، أو، صينية عوّامة ، في جلسة واحدة بمفرده، ثم يطلبُ إبريق شاي ، مثل ذلك الشاي الذي يصفه أهل الغور الشمالي ب” يلعن الشاي اللي ما يدبّج ع البراطم”!!إلى درجة ان أهل حي كامل بقرية يابانية، او، فلبينية صغيرة، ربما ،لا يقدرون على تلك الوجبة!
وقال شاب يبدو عليه أنه من أقرب المقربين للفقيد كان يجلس خلفنا:”كان المرحوم يعاني من السكرّي من أكثر من أحد عشر سنة ولم يفحص السُكر التراكمي سوى مرة واحدة وكانت نتيجته12 في المئة، إلّا انهُ لم يكن ليلتزم بحمية، أو، بدواء أبداً، وكثيرأًـ ماكان يستهزىء بحديث كل من ينصحه قائلاً جملته الوحيدة المتكررة، والدالّة على عمق وعيه وثقافته!:”الدنيا لحمة وحلاوة! وما يموت حدا ناقص عمر”!!
ولولا قدرة زميلي المرافق لي للعزاء على كتم قهقهته في أشد الظروف صعوبة ، لربما تعرضنا معا، ل”بهدلة”ادبية من العيار الثقيل في موقف لا تقبل فيه إبتسامة صامتة عندما قال على مسمعنا شاب يبدو أنهُ من أقرب الناس للفقيد أن المرحوم تحدّى ذات مرة أحد أصحاب محلات بيع الحلويات الشعبية قرب حسبة مسجد مدينة إربد الكبير وسط البلد ،على إلتهام سدر/ صينية هريسة مغطاة بالقطر على وقفة واحدة وفاز في رهانه إلى درجة أن صاحب المحل كاد أن يغمى عليه خشية ان يموت “البطل” حسن داخل محله !
ونحن نجلس هذه الجلسة ،غير المسبوقة لنا في عزاء سابق، ألحّ عليّ زميلي المرافق بضرورة مغادرة بيت العزاء كي لا نتعرض لما لا يحمد عقباه إن نحن بقينا في العزاء نواصل سماع حديث من يجاورنا من بعض المُعزين عن مآثر الفقيد الماسوف على شبابه وعقله وإدارته !(16 ك1)


