
بقلم/ #مروى_الشوابكة
دقّت الساعة عند الثامنة صباحا، ينتابني الكسل والخمول، انتشلت النشاط من بين أذرعي، استعدادا لمهمة الرحيل، وبدأت ألحظ بأنّ كلّ شيء يودّعني، ظهرت عليّ ملامح الحزن والاكتئاب، لكن كنت على يقين بأنّ الله تعالى يخبئ لي الأجمل، بدأت بلملمة حاجيّاتي، ثمّ اقتربت من الشبّاك لأنشر الغسيل، فقابلني عصفور أنيق، ليودّعني بوداع مليء بالرقّة والحنان، يترنّم ويتحرك بخفّة، وكأنّه يقول لي: هذا اللّقاء الأخير، عندها أجهشت بالبكاء، وتمتمت له: لا تقلق؛ فلربّما نلتقي من جديد، تحسَّسْ أثري وستجدني، وسأنتظرك بلهفة وحبّ.
نظر إليّ نظرة تفاؤل وأمل، وكأنّه يخبرني، ألّا يأس مع الحياة.
اقتطع طريقنا فجأة قِطّ يظهر أنّه لطيف، لكنّه في الحقيقة أراد أن يُنهي حياة ذاك العصفور، وحاول مرارا وتكرارا الوصول إليه، لكن لا سبيل له إليه، ودّعني العصفور ثم حلّق بعيدا، تاركا في نفسي شجونا، ووعدني بأنّه سيعود من جديد.
وذهب القط في حال سبيله، وبقيت وحدي ملأى بالفتور.
هذه هي طبيعة الحياة، تتقلّب بين حزن ويأس وقنوط، وفرح وتفاؤل وشغف، ثم في النّهاية؛ الرحيل لحياة أخرى أبديّة، قد تلتقي فيها بمن تحب.
من يوم الجمعة
١٤٤٥/١٢/٢٢
٢٠٢٤/٦/٢٨