اللعبة
اصابتي في اليد اليمنى , واعوجاج هذه اليد لغاية الآن , دليل على أن كرة القدم كانت ” لعبة شعبية ” في يوم من الايام : الحكاية أن أحد الاولاد أسقطني أثناء محاورة بالكرة على أرض الملعب الوعرة , فانكسرت يدي عند الكوع . وما احزنني آنذاك ان المباراة انتهت من دون ان يعدَل فريق حارتنا نتيجتها , واذكر انها كانت مليون / صفر .
ولم يمض وقت طويل حتى جاء سماسرة ليجعلوا اللعبة ” سلعة ” . والمتفرجين على المدرجات ” زبائن ” : صار للملعب الوعر الذي سقطت فيه ” شباك تذاكر ” . وعشب أخضر يشرف على نمائه مهندسون زراعيون , وتنمو الثروة في السياق . واطباء يعالجون الكسور والرضوض . ورهانات من تحت الطاولة .
ثم انك تعجز عن حصر الصناعات التي قامت في سياق اللعبة : المعنى ان اللعبة لم تعد ” شعبية ” .
وها نحن في الاردن نتابع الفعاليات تحت خيام أقاموها لهذه الغاية , مع أن تجربتنا مع الخيام مختلفة , فقد أقمنا في الخيام طويلا , لا لنتفرج . وانما ليتفرج العالم علينا , وتقديري أنه ما يزال , وهذه هي فكرتي الرئيسية .