الكهرباء بين وجع الفصل وعقاب الوصل

#الكهرباء بين #وجع_الفصل و #عقاب_الوصل

أ.د. #محمد_حسن_الزعبي

قرأت اليوم ما صرح به معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية حول آلية دفع المشترك لرسوم إعادة التيار الكهربائي نتيجة تخلفه عن دفع فاتورة الكهرباء في وقتها المحدد حسب التعليمات والقوانين التي صدرت بهذا الخصوص، ولكوني أحب أن أكون إيجابيا في تعليقي على هذا الموضوع ومتوازننا في تقييمي للقرارات التي تصدر في موضوع الطاقة أضع بين يدي المسؤولين هذه المقترحات التي أرجو أن تخدم المواطن وتحافظ على ممتلكات وخدمات شركات الكهرباء التي لا يرغب أحد أن يراها منهارة كما لا يحب أن يراها تتغول على المواطن وتجني أرباحا تتزايد عاما” بعد عاما.

  1. بما أن العدادات الذكية تساعد بإجراء الفصل التلقائي عن المشترك عن بعد فيمكن فصل التيار الكهربائي لمدة ساعة كل يوم عن المشترك المتخلف عن دفع فاتورته واستحق الفصل حتى يتم اشعاره بجدية الإجراء المتخذ بحقه. هناك فئة من الناس يتم فصل التيار عنهم والسبب ليس عدم قدرتهم على دفع فاتورة الكهرباء ولكن لإهمالهم بتسديدها أو ربما يكون المعيل لهم خارج البلاد.
  2. إعفاء المتخلف عن دفع الفاتورة من رسوم توصيل الكهرباء للمرة الأولى إجراء صحيح ولكن حبذا لو أضيف على الفاتورة للمرات الأخرى بدلا” من ربط خدمة إعادة توصيل الكهرباء بدفع مبلغ ثلاثة دنانير مسبقا” حتى لا يشعر المواطن أنها نوع من العقاب أو التعدي على حق من حقوقه في التمتع بخدمة الكهرباء. وللتخفيف على المواطن يمكن تقسيط الدنانير الثلاثة على ثلاثة شهور بواقع دينار كل شهر يضاف على فاتورة الكهرباء.
  3.  كما أن للذنب عقاب فإن للإحسان ثواب. من هذا المنطلق لماذا لا تخصص شركات الكهرباء خصم مقداره دينار واحد عن كل فاتورة تسدد خلال 24 ساعة من وقت صدورها. هذا سيزيد النقد المتوفر لشركات الكهرباء ويشجع فئة  كبيرة من الناس على الإسراع وتسديد فواتيرها. من جهة أخرى يمكن استحداث مبدأ الدفع المسبق مع إعطاء خصومات لمن يدفع مبلغ مسبق كل سنة أو ستة شهور وهذا يساعد في تعزيز الوفر المالي لشركات الكهرباء ويدفع نحو تقدمها وتطورها وتحسين خدماتها.
  4. اعجبتني تجربة فرنسا التي لا تطلب من المشترك الذي قطعت الكهرباء عنه أية رسوم لإعادة الخدمة له لأن القانون يمنع قطع التيار الكهربائي كليا” عن غير المقتدرين بل يقلل القدرة الكهربائية الممنوحة لهم إلى الحد الأدنى وهو 1 كيلوواط  ليغطي الأساسيات مثل الإنارة واجهزة شحن الخلويات. مع يقيني أن هذا لن يطبق عندنا ولكن يمكن استحداث آليات شبيهة يمكن الحديث عنها في حينه.
  5. هناك طرق كثيرة تسهل على المواطن وعلى شركات الكهرباء تجنب انقطاع الخدمة وإرهاق المواطن ويمكن عمل آليات دقيقة وموثوقة لتطبيقها ولكنها تحتاج الى عمل جاد  وتعاون من جهات عدة. ومن ابسط هذه الطرق اصدار بطاقات طاقة من شركات الكهرباء تلزم المشترك بصرف كمية محدودة من الكهرباء كل شهر أو كل اسبوع حسب وضعه المادي.
  6. وأخيراً، أليس من حق المواطن أن يتلقى تعويضاً من شركة الكهرباء إذا انقطع عنه التيار الكهربائي سواء كان الإنقطاع مبرمجاً أو طارئ. ففي بريطانيا مثلا” يتلقى المشترك المنزلي 95 جنيه استرليني عن الانقطاع المفاجئ إذا انقطعت الكهرباء لمدة 12 ساعة. في دول كثيرة تقوم شركات الكهرباء بتعويض من انقطعت عنهم الكهرباء بدل الكمية المفقودة بتعرفة أقل.

وما اردت الا الاصلاح ما استطعت

أ.د.محمد حسن الزعبي

جامعة اليرموك

0795632899       

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى