الكاريزما
كثيراً ما أصادف أشخاصاً بأماكن ومناسبات متعددة يخبرونني بأنني شخصية كارزماتية مؤثرة قادرة على ترك بصمتها أينما ذهبت ومكثت.
وهذه العباره المكررة على مسامعي، جعلتني أفكر ملياً بالكاريزما ، وكيف نشأ وتشكل هذا المصطلح وما مفهومه لدى العلوم المختلفة ، فجاء مقالي هذا للحديث عنها .
فالكاريزما كلمة يونانية الأصل وتعني( التفضيل الإلهي) أو (الهدية) واستخدمت للتعبير عن الصفات التي يتميز بها بعض الأشخاص دون غيرهم و الذين يملكون جاذبية شديدة، وتقبل من الآخرين في أي مكان يتواجدون فيه .
فالشخص الكاريزمي بعلم النفس والطاقة
هو شخصية قيادية ، ساحرة ، ذو شعبية كبيرة ، لديه قدرة على الحوار والتفكير العميق ، ولديه من الأسلوب ما يجعله قادراً على إيصال رسالته بكل سلاسة ووضوح وأنها تلك القوه التي يطلقها الشخص وتؤثر على من حوله فكرياً وعاطفياً وجسدياً
فهو ودوداً ، محباً ، لديه من البصيرة ما يكفي لفهم من حوله والتأثير ما يمكنه من القدره على تغيير قراراتهم وهذا لا يتمتع به إلا القليل .
أما الكاريزما في القران الكريم فجاءت بما معناه النور الإلهي المستمد من الخالق ويمنحه لاولئك البشر .
قال تعالى
١- يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِينًا [النساء : 174]
٢ – أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام : 122]
٣- وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ [النور : 40
أما رؤيتي للشخصية الكاريزماتية هي تلك الصفات الموروثة والمكتسبة والتي تكون قوة داخلية ذات تأثير إيجابي على كل ما يحيط بالشخص .
ومثال على ذلك ( الرسول محمد )خاتم الانبياء والمرسلين والذي استطاع بنوره المستمد من النور الإلهي القدره في التأثير وكسب القلوب فأثار فضولهم ، وحرك عقولهم وغير تفكيرهم على اختلاف ألوانهم وأديانهم واطيافهم.
فكان تأثيره السياسي والاجتماعي والأخلاقي متناغماً مع رسالته الروحية العميقه فتركت أثرها منذ أعواماً طويلة لغاية هذه اللحظه .