القمر أكثر من وجهة وأعمق من نظر (1)

[review]القمرُ ليس بعيداً ، ها أنا ذا أحضنهُ بيديَ الكالحتينِ وصدري المنهك ،أصرخُ فيهِ بصوتي المتهدج ،أُقَرِعُهُ… وقد ساقني أن شنئني فظلمني قومٌ ألا أعدلَ مع القمر ،لا تقلقوا …إنهُ يسامحني كلما سامحتُ نفسي ،وكيفَ لا ! فالقمرُ مرآتي وهو كما يَعكسُ سعادتي – حينَ تمرُ سريعاً تَختالُ بينَ نكباتِ العمرِ- يَعكسُ مأساتي ويَعكسُ جِراحاتي ، وإلا فما ظنكم بتلك التجويفات والثقوب ؟؟؟ صدى الإجابة يقلقني … ولكن بالله عليكم انظروا أليست تلك الكبيرة فلسطين وهذه العميقة بغداد وتلك … اهٍ اه ، وهناك تلكَ الصغيرة هههه إنها انتِ يا حلوتي الحمقاء ، ربما أوغل خنجرك في قلبي لكن قمري مشغول بجراح الأمة ، ولولا الصلة بين قلبي وقمري لما كان لك مكان هناك . لن يغضب صدقوني فهو أيضا يُشاركني جُرعات الدواء الإلهية ،هكذا تجري الأمور دواء ينقسم وجروح تستنسخ إذن هو يسر بعسرين …سبحانه ولأن البشرية جُبِلت على حبِ القمر أحب نفسي وأحبها ، وأكره مِن الناس مَن استغل يوماً انشغال القمر – في نهاية شهر أو بدايته -برحلته لإحضار النور الذي يُغدِقُه علينا ليمارسَ النميمة ، أستحلفكم بالله ألا ينفق القمر علينا من سعته ، هل مرت ولو مرة ليلةُ الرابع عشرة دون أن يكتمل وتكتملَ معهُ ليالي السمر؟؟ هل بَخِلَ علينا مرة ولو مرة واحدة بهلالٍ يتوسله العاشقون والأطفال ويتوسده الشهداء والأبرار ؟؟ها هو يوزع النور بحكمةٍ بالغة كلقمان ، ونحن كأبناءٍ مطيعين سنفخر يوماً بوصايا القمر الحكيم وقد ندونها من باب المفاخرة على قرص الشمس … ثم حتى إذا ما غادر في رحلته النورانية استغبناه!! وربما وشينا للزُهرةِ بشيءٍ من ذلك ! حمقى أي كوكب ذاك الذي يعوض عن قمر ؟؟، ومن قال أن القمر يحتاج الى النور؟؟ ومن قال أن النجوم لا تنبئه بخسة البعض ، ولكنه مستمر في عطاءه يجلب لنا خلاصة الملائكية وهو يعلم أننا نمارس النميمة وقد نستغيبه في تلك اللحظة خصوصاً . بالنسبة لي إذا ما شَهدتُ اكتمال القمر ثم قضيت ليلتي وطويت نهاري لتستقبلني ليلةٌ بقمرٍ منقوص أخرج إلى الشارع غاضباً أصرخ في البشرية أطلق عنان صوتي في وجه السماء من ذا الذي أكل قطعة من قمري … وكالعادة لا أحد يعترف ولا أحد يعتذر ولا أحد يواسيني سوى ما تبقى من القمر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى