سواليف
تمتلك المكسيك سجلا داميا مع الزلازل، كانت آخر صفحاته الهزة التي ضربت البلاد، الثلاثاء، وسببت مقتل أكثر من 240 شخصا.
وتزامن الزلزال الأخير مع الذكرى الثانية والثلاثين لزلزال مدمر آخر ضرب الدولة ذاتها وأدى إلى مقتل الآلاف، فضلا عن دمار كبير كاد يتسبب في تعجيزها عن استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 1986.
فلماذا المكسيك تحديدا؟ الإجابة من عدة ظواهر جيولوجية تفسر أن تعرض هذه الدولة أكثر من غيرها للزلازل ليس من قبيل الصدفة.
فالمكسيك تعاني كثيرا من الزلازل بسبب موقعها الذي يجعلها عرضة بشكل خاص للاضطرابات الأرضية، فهي فوق شبكة من الألواح التكتونية.
والألواح التكتونية هي الطبقة الصخرية الصلبة التي تحيط بكوكب الأرض فيما يشبه القشرة، وتتكون من عدد من الصخور العملاقة.
وتقع المكسيك على حافة اثنين من أكبر الألواح التكتونية، هما اللوح الأميركي الشمالي واللوح الهادي، كما أنها تحاذي حافة لوح ثالث أصغر هو لوح كوكوس.
وتزيد فرص وقوع الزلازل في المناطق القريبة من حواف الألواح التكتونية، لأن تلك الألواح تتحرك وقد تعلق ببعضها البعض مما يسبب قوة ضاغطة فيما بينها.
ولدى تحرر هذا الضغط تحدث أنشطة زلزالية أو بركانية على طول حدود الألواح، فضلا عن أن هذه الحركة تسبب تغير تضاريس الأماكن في عمليات تستغرق ملايين السنين.
كما أن المكسيك تقع في نطاق “الحزام الناري”، وهو شريط طويل يحيط بأطراف المحيط الهادي، من أستراليا حتى جبال الأنديز في تشيلي، ويشهد نحو 90 بالمئة من الزلازل التي تحدث على الأرض.
وعلاوة على ذلك، فإن صخور لوح كوكوس، الذي تحاذي حوافه الحدود الغربية والجنوبية للمكسيك، أكثر كثافة من يابسة الدولة اللاتينية، مما يعني أن الأخيرة يمكن أن تهتز بسهولة.
وتجعل كل هذه العوامل المكسيك واحدة من أنشط دول العالم من الناحية الزلزالية.
أضف إلى هذا أن معظم أجزاء مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك، بنيت على قاع بحيرة سابقة، مما يجعل طبيعة أرضها اللينة أكثر من غيرها تأثرا بالزلازل.
وإلى جانب المكسيك فإن هناك دول عدة معرضة بقوة لتلقي هزات أرضية، منها اليابان وتركيا وإندونيسيا وباكستان ونيبال والفلبين والهند والسلفادور.