” #العرضحالجي ” في #مجمع_العبدلي #الأردني
#سهير_فهد_جرادات
“العرضحالجي” هو شخصية معروفة لأبناء البلدة ، ويفضل أن يكون ابن #العشيرة ، أو ابن المنطقة ( منتخب ) حتى يكون له متسع من الثقة نظرًا لأنهم يعتمدون عليه فى إيصال شكواهم أو ( مطالبهم ) للمسؤول تحت #القبة .
(عرض- حال – جي) #كلمة_عثمانية الأصل ، تتقسم إلى شقين (عرض ) و ( حال ) ، وأُضيفت إليهما (جي) لمنحها صفة المهنة ، وهو مصطلح مستخدم في الدول التي وقعت تحت الحكم العثماني للاستدلال على (كاتب العرائض ) أو (كاتب #الاستدعاءات )، أو ( الكاتب العمومي )، و معناها الشخص الذي يعرض الحالة أو المشكلة على الورق.
“العرضحالجي” يقوم بمهمة الوسيط بين صاحب الطلب و #المسؤول ، وعليه ان يستمع للمواطن وفي النهاية يقوم بإخراج النموذج المخصص المطبوع والجاهز ، وما عليه الا ان يعبئه بعبارات قوية منمقة تدل على قوته وحزمه وقدرته على استخدام العبارات الرنانة والجريئة ، والأمر لا يخلو من الجرأة في الطرح أحيانا ، واختيار العبارات التي تدغدغ العواطف ليظهر تعاطفه مع المواطن ومعاناته مناشدا المسؤولين النظر إلى هذه المسألة ، وفي النهاية هو لا علاقة له بالقرار الذي سيتخذ ، وما عليه الا ان يقدم الطلب وحتى انه غير ملزم بالموافقة على الكلمات و العبارات الساخطة التي يتبناها في كتاب الاستدعاء ، وعلى المسؤول ان يتغاضى عن الكلمات والعبارات لانه لا يهتم بالتفاصيل ، وكل ما يريده ان يحصل على التأييد لسياساته والإجراءات التي يقوم بها..
بعض هؤلاء ” العرضحالجية” يدعون أنهم لم يجبروا المواطن على التعامل معهم ومنحهم صوته ، حتى ان بعضهم نفى دفع الأموال للمواطن نظير التعامل معه ومنحة ثقته وصوته .. هذا المواطن ( المحبط ) الذي فقد الثقة والقدرة على التغير، أصبح يبحث عن “العرضحالجي” ليعرض مظلمته ومطالبه التي يبحث عن حل لها ، ومناشدة المسؤول ليقدم له التسهيلات والحصول على (مقعد جامعي ، اعفاء طبي، وظيفة ،فتح شارع ، تزفيت شارع ، الحصول على رخصة خط باص ) ..
علاقة “العرضحالجي ” مع الجهات الحكومية يشوبها الغموض ، حيث تنكر الحكومة علاقتها معهم ، وان وجودهم في (مجمع العبدلي ) جاء بقرار فردي وبحرية وديمقراطية محضة ، ودون تدخل من أجهزة الدولة ..
رأسمال هذا ” العرضحالجي ” هو طاولة وكرسي ومظلة مربوطات بجنزير بطرف الشباك تحت الدرج او حول الشجرة .. ورغم ذلك أصبح لهم رئيس ( ينتخب صورياً ) يعرف باسم ( كبير العرضحالجية )..
“العرضحالجي”.. الكاتب الذي لمع بريقه في زمن القمع واللاديمقراطية ، انتشرت مهنتة بكثرة في دول العالم الثالث اللاديمقراطية ، حيث تنتشر فيها الأمية والجهل والبيروقراطية والتعقيدات الإدارية، وتعد البلدان العربية من أكثر الدول التي تنتشر فيها تلك المهنة ” العرضحالجية”.
Jaradat63@yahoo.com