العربان من الرعوية للإذلالية !
قاموسنا السياسي يعج بمصطلحات ممجوجة يجللها صدأ لا ينجلي بكل اداوات التجليخ ، بسبب تجليخ السياسيين وتنامي المجلخون من الكتبة وصغار الكسبة.مصطلحات فقدت اثرها وتأثيرها لسقوط قميتها في بورصة اللغة، وتدني قيمتها الاخلاقية، حتى اصبحت مثار نكتة،فهناك مصطلحات تلمع الفشل و اخرى تبرر السقوط.عنتريات الفضائيات تثير السخف، لانها معبأة الدلالة بالهذر، وبعيدة عن الحقائق.جعجعات فقدت سمعتها و هيبتها،يصح فيها ان النظام العربي ظاهرة صوتية تصم الآذان وتثير الخذلان.
مفكر غربي، ممن درسوا احوال العرب، وتخصصوا في قرآءة سلوكياتهم وسيكولوجياتهم قال : ان العربي اذا قال شيئاً عن شيء، ازاح عن كاهله عبء فعله. فالكلام يعطيه راحة ضمير ويعفيه من الفعل، فلعبة المصطلحات المسحوبة من البنك اللغوي، لم يعد تحتمل هذا السحب الجائر…لانه عبث مضاد للعقل والمنطق. سؤالنا: هل وصلنا الى نقطة اللا عودة وبلغنا العدمية، فصار البيت الابيض قبلتنا، ومربط خيلنا، وتل ابيب مهوى افئدتنا، و الانكى ان الغلام كوشنر يدير امورنا.
اسرائيل منذ تأسيسها حتى اللحظة مسلسل دموي،ترتكز على الرؤيا السياسية لجنرالات الحرب القتلة :ـ «بان العالم لا يشفق على المذبوحين، لكنه يحترم المحاربين»، وعلى دول الجوار ان تتحمل ما يفيض عن مشروعها الاستيطاني الصهيوني من مُهجّرين ومطرودين. الم يأن للنظام العربي معرفة ان المشروع الصهيوني من النهر الى البحر هو نشيدهم الوطني الصباحي «الهاتكفا» في معسكرات الجيش وساحات المدارس، وان العربي الحقيقي هو البدوي التائه في الصحراء، الذي يحمل بيته على راحلته.ولا مكان لدولة اسمها فلسطين.
في مؤتمر المنامة، سحبنا الغلام ” كوشنر من شواربنا، لبيع فلسطين لقاء دريهمات معدودة يدفعها العربان انفسهم!!، واختزلت مطالب العربان بوقف الاستيطان ، والتوسل لاسرائيل بمراعاة قواعد الاحتلال بالاقلاع عن اقتلاع الفلسطينيين، ولم يرق َ موقف عربي الى موقف اردوغان التركي، او مهاتير محمد، فيما نتنياهو، يشن حروبه الدبلوماسية، و شتائمه، ويوزع توبيخاته للعربان دون رد. وظلت قاعدة ” القوة تصنع الحق” هي المعتمدة في اسرائيل السائدة. في كتابه « مكان تحت الشمس» يعلن نتنياهو صراحة ان «العرب لا ينصاعون الا لسلام الردع، فاذا فشل فبقوة السلاح ». اضاف : «ما هو مشجع تراجع الدول العربية المستعدة للاعتداء على اسرائيل» في عام ٤٨ حاربتنا خمسة جيوش عربية، وفي ٦٧ حاربتنا ثلاث دول، وفي ٧٣ هاجمتنا اثنتان، وفي ٨٢ دخلنا الى لبنان لاجتثاث المنظمة تحت صمت الامة كافة.لهذه الاسباب، يطالب بالتسليم المطلق بوجود اسرائيل، دون شروط، و الغاء المقاطعة، وقبول اسرائيل دون تحفظ.
بيبي لم ينس ما قاله رب الجنود « يهوه » في التوراة، بتحريم عقد اي حلف مع الغرباء «لا تقطع معهم – اي لا تقم – مع سكان الارض عهدا ». فهل هناك ابلغ من هذه العبارة ؟!. حكومة اليمين الدينية تنفذ تعاليم الرب ؟! وتؤمن بفرية « التلمود » على الله : «لقد اعترف الله بخطئه بتصريحه في تخريب الهيكل،فصار يبكي ثلاثة ارباع الليل» وها هم يعملون على اعادة بنائه على انقاض الاقصى.
بالعودة للماضي لاضاءة المستقبل. في عام ١٧٠٦-١٧٩٠ حذر المفكر الامريكي بيجامين فرانكلين الامريكان من الخطر الصهيوني في وثيقته المحفوظة في بنسلفانيا : «اذا لم تطردوا اليهود للابد، فان اولادكم و اولاد اولادكم سيلعنونكم في قبوركم »،كما كشف ابرز فلاسفة القرن السابع عشر الفيلسوف اليهودي سبينوزا في كتابه «رسالة في اللاهوت و السياسة » الشخصية اليهودية : «اتى الوحي الالهي على الشعب اليهودي للتخلي عن طبيعة الحسية المادية، وتكوينه الوثني الفطري، لكنه ظل مجتمعاً عصياً وعاصياً يميل للربا و العدوان ».
فرويد اليهودي ابو علم النفس يؤكد ان « يهوه » اله اليهود عنيف وشرير. وعد العبرانيين بارض تفيض باللبن و العسل،ووعدهم بابادة سكانها الاصليين،اما المهاتا غاندي من منطلق كراهيته للعنف والصهيونية قال :ـ «ان اليهود بامكانهم تحقيق صهيونيتهم في اي مكان غير فلسطين».و للامانة العلمية يجب ابراز الدور المشرف للبابا «بيوس العاشر» في رده على هرتزل عام ١٩٠٣ حينما عرض عليه فكرة انشاء وطن قومي لليهود فاجابه :ـ «القدس اصبحت مقدسة لعلاقتها بالمسيح عليه السلام، ونحن نرفض اقامة وطن يهودي فيها، لانكم لا تعترفون بمخلصنا ».كذلك رد السلطان عبد الحميد هرتزل : «ان ارض وطننا لا تباع بالدراهم “.لكل من غاب وحضر مؤتمر اوكازيون المنامة فلسطين حرة عربية ليست للمزايدة ولا للمناقصة….كفى خيانة، لقد خجل الخجل من وقاحتكم. مدونة بسام الياسين