العرب في مواجهة الغزو الثقافي / أحمد فرحان

العرب في مواجهة الغزو الثقافي
من رأى الشباب في الشارع العربي ليلة امس، وهم محتفلون بالنصر المبهج في المدن والقرى الريفية، يظن ان الاقصى عادت الى احضان المسلمين، او يظن ان صلاح الدين الايوبي عاد للحياة، او على اقل تقدير يظن ان هذا الشعب عاد وامتلك ارادته، ولا يظن حقيقةً ان هذا الاحتفال المبهج ما هو الا احتفالاً بفوز احد الاندية الرياضية الاسبانية.
في حقيقة الامر، إن مرض الشعب العربي اصبح مستعصياً وميؤوسٌ من شفائه، واصبح بحاجة الى جرعة كرامة من العيار الثقيل، اذ ان الغزو الثقافي اصبح في اوجه، ولا يعلم هذا الشاب انه هو المستهدف من هذا الغزو، وانه الضحية التي ينتظر الغرب سقوطها، لان الغرب عَلِم جيدا منذ الربيع العربي ان الشباب هم اساس التغيير، وهم العقبة الوحيدة في وجه الاحتلال الغربي المُبَّطن للدول العربية، وان هذا الشاب قادر على اعادة امتلاك نفسه، وتقرير مصيره بعيدا عن حكوماته المتآمرة، واصبح لا بد من اعادة تخديره كما السابق بل واكثر، فكان لا بد من اعداد الاسلحه لهذا الغزو، فاستثمر هذه الاندية لتقوم بالهجوم السلس من خلال الاعلام العربي الموجه
ونرى ان الغرب انتصر مبدئياً في هذا الغزو، وخصوصاً في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استخدمها الشباب لتنظيم مظاهرات الربيع العربي، واليوم يستخدمها الغرب لنشر الكراهية بين ابناء الشعب الواحد، من خلال شخصيات رياضية قذرة، واندية مُسِّممة للفكر العربي الحر والاصيل
ونجح الغرب في سلخ العرب عن فكرهم وتراثهم الاسلامي الملئ بالانتصارات التاريخية، والشخصيات الوطنية والقومية والاسلامية، ولم يكتفِ بذلك، بل وعزز من التشبث بشخصيات تافهة تم تضخيمها اعلامياً. والاسئلة المطروحة، هل سيَعقل الشاب العربي حجم هذه المؤامرة التي تستهدف عقله؟
وهل سيكتشف حجم تخدير الادمغة؟ وهل سيعود الى وعيه؟ وهل سيقف في مواجهة هذا الغزو والانتصار علية؟ ومتى؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى