الصمود العراقي في وجه التقسيم
الدكتور كمال الزغول
لم يكن العراق بعيدا عن الصف العربي وذلك بقوة شعبه وصموده ،ولم يكن يوما ما من دعاة الانفصال عن محيطه العربي ، العراق الوحيد الذي بدأت به حرب من اشرس الحروب لكنه بقي صامدا بتصميم شعبه ، لم يتم تقسيم العراق كبقية الدول التي دخلها الربيع العربي بسبب التدخل الخارجي ، صمم بعد تلك الحرب الشرسة في عام ٢٠٠٣ على الصمود، لكن السماح الجزئي المؤقت لتواجدِ امريكيِ مع تدخلِ ايرانيِ ليس حبا في ذلك، وانما للملمة الجراح واعادة التكوين الذاتي وممارسة دوره العربي والدولي .
العراق الذي تلقى صدمة كبرى بعد حرب عام ٢٠٠٣ ما زال صامدا وبدأ يعطي مؤشرات للمتدخلين في شؤونه الداخلية بالخروج لبناء دولته الوطنية، وهذا المشروع قام به الشعب وقد ضحى في ذلك من خلال الاحتجاجات، حيث قُتل من المتظاهرين ٦٦٩ وجرح ما يقارب ٢٤،٤٨٨ وتم اعتقال ٢،٨٠٦ من بينهم ناشطات اناث وتم اغتيال ٧٠ ناشطا من قبل مسلحين مجهولين .
العراق يحاول اليوم تجنب التدخل الاقليمي والامريكي والروسي والآمال تبنى الآن على عليه لأنه يوما ما كان مركز الثقل الاستراتيجي في المنطقة ، وفي هذه الأيام يحاول العراق استعادة مركز ثقله بالتحرر من المد الاقليمي والعالمي، وأول نقطة تم السيطرة عليها هو عدم انفصال اخوتهم الأكراد في الشمال ،وعدم السماح بوجود انفصاليين ، الشعب اليوم في العراق يخرج من دائرة الفتن ليدخل مرحلة الدولة الوطنية الحرة مطالبا بنبذ الطائفية لاستعادة مركز ثقله الاستراتيجي وبناء نسيجه الوطني،وما ينقص العراق هو وجود عمق عربي يدعمه ويؤيد مطالب شعبه من اجل المحافظة على العراق صامدا كما كان محافظا على وحدة شعبه وارضه في السابق، العراق خرج من مرحلة التنافر الأفقي الآن وبدأ بالصعود عموديا نحو مستقبل افضل.