مقال الإثنين 18-9-2017
النص الأصلي
الصامتون
لماذا يصر البعض أن يبقوا متوارين خلف الأبواب ، يراقبون من نوافذ غرفهم من يريد أن يخرق أسفل السفينة ليشرب..؟ لماذا لا يخطفون الفأس منه ؟ وينهونه عن “جنونه” ويقولون: الاستسهال بعض الأحيان موت!! …لا نريد منكم أن تحتّلوا المقود أو تغيّروا مسار السفينة ، فقط أكسروا زجاج صمتكم وقولوا أن ما يُفعل في قمرة الحكومة سيغرقنا ويهلكنا جميعاً..
لماذا تكتفون بنشر “بوستات” على صفحاتكم كأضعف إيمانكم في وطنكم؟!!
أنا أتكّلم عن الخبراء الاقتصاديين في الأردن ورؤوس الأموال الذين يرون فشل الحكومات في التصحيح ويبقون في حالة صمت ، أشجعهم بالكاد يبدي رأيه متذمّراً بتغريدة أو تعليق ..منذ متى يصلح الشأن في تغريدة؟..
انتم قوة، لديكم أرقام وأراء تحترم ، علّوا أصواتكم في وجوه “الجهلة” ادعوا إلى مؤتمر عام قولوا فيه كلمتكم..أنتم الشق الأهم في هذه الأزمة ، لا تتركوا السفينة رهن من تسلّقها من مقذوفات الزمن…انتم أصحاب الخبرة والدراية..وهذا الوطن وطنكم ليس وطناً مستأجراً، تنقلون أمتعتكم منه لو بيع أو سقط أو انهار أو احترق لا سمح الله..
إلى متى توفّرون صمتكم؟ ولمن توفروه؟ تكلموا بملء الفم ، فلا شيء يخيف ، ولا أحد يخيف ، ليس أغلى من بقاء هذا الوطن واستقراره أحد، من تجاملون؟ من تهابون؟ وأي هيبة بعد هيبة هذا البلد؟ هو رأسمالنا وملاذنا الأخير ان بقي بقينا جميعاً وان اهتزّ سقطنا جميعاً..
الوضع الاقتصادي جداً بائس والحكومة “الجدباء” لا تعرف سبيلاً للحلول الا الضرائب والتضييق على الناس.. وكلما فشلت بضبط نفقاتها أو سد “خوازيق” من يبتزّها تحت الطاولة تلجأ للمواطن الأردني..هذا الأخير لم يعد يحتمل، فأنتم تعرفون أن الصمت ليس دائماً مقياس الرضا والقبول، على العكس الصمت في كثير من الأحيان يكون مقدّمة مزلزلة للانفجار والصراخ..اعقدوا مؤتمركم أو أعدّوا بيانكم ، وارفعوا توصياتكم لصاحب القرار، نبهّوه وانصحوه، ولا تتركوا عقل الحكومة “المغفّل” يحكم القرارات القادمة… راجعوا الأحداث السابقة وانتبهوا لأخطاء من سبقونا، ففي عرف السياسة هنا في المنطقة العربية ..إذا تم تبريد منطقة، فإن هناك من يهيئ لإحماء منطقة أخرى.. واللبيب من الإشارة يفهم!…هذا إذا كان لبيباً أو يريد أن يفهم…
وغطيني يا كرمة العلي
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com