الشيخ والبنـ.دقية
لا زلتُ أتذكر ذلك #الشيخ_الأفغاني الهرم الذي تجاوز المائة عام، وهو يُرَسَّف في قيوده. كان الأمريكان يجرونه بالحبل وهو يمشي مترنحًا بظهره المحدودب. أخذوه مرةً إلى التحقيق، فسأله المحقق: “هل أنت مُجـ..ـاهد؟”
حدّق الشيخ الأفغاني بعينيه المرهقتين، يعلوهما حاجب أبيض كثيف، ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ مرتجفة تشي بذكرياتٍ قديمة لاحت في خيال ذلك المسن الهزيل الذي انحنى من أثقالها ظهره المعوجّ. قال المحقق: “لقد عثرنا في منزلك على بنـ.دقيةٍ قديمة، ماذا تصنع بها، أيها العجوز؟” رفع رأسه قليلًا، لكنه بدا للمحقق أكثر من ذلك بكثير. قال: “أتدرون منذ متى وأنا أحتفظ بهذه البنـ.دقية؟”
صمت المحقق منتظرًا جوابه.
“أحتفظ بها منذ العشرينات من القرن الماضي، قاتلـ..ــت بها #البريطانيين عندما غـ..ـزوا بلدي، وقاتلـ..ـت بها #الروس المعـتدين في الثمانينات، وسـأقـ..ـاتلكم بها أيضًا. هل تعلمون أنني لا أنام إلا وهي عند رأسي منذ ذلك الحين؟”.
[من كتاب “البلاء الشديد والميلاد الجديد” للأستاذ فايز الكندري].
هكذا قال الشيخ الأفغاني للمسـ..ـتعمر والـمحـ..ـتل الأمريكي، ومثلها قال الشيخ الليبي #عمر_المختار للمسـ..ـتعمر الإيطالي: “لئن كسر المـدفـع سيفي فلن يكسر الباطل حقي. نحن لن نسـتسـلم، ننتـصر أو نمـ..ـوت”.
نحن في مـ..ـعركة إرادات، ونحن من سيـ.ـنتصر فيها يقينًا بإذن الله تعالى.
لا عزاء للمحبطين والمتشائمين واليائسين.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.