
سيدهشكم عطاؤه
.يركب أحدنا في الطائرة، تسير بسرعة 900 كلم في الساعة وتحلق على ارتفاع 12.000 قدم، تزن عشرات الأطنان وعلى متنها مئات المسافرين، تخترق السحاب وحولها وفوقها وتحتها طائرات كثيرة مثلها، وكلٌّ في مسارها تسبح وتطير.
.وعند بدء الإقلاع تسمع صوت قبطان الطائرة يعرّف على نفسه وهو في قمرة القيادة ولا ترى وجهه، ومع ذلك فإنك تثق بخبرته وتطمئن لقيادته لدرجة أن كثيرين من الركّاب ينامون بل يغطّون في نومهم تاركين تسيير وتدبير الرحلة إلى قائد الطائرة مع العلم أن قائد الطائرة نفسه قد ينام ويترك الأمر لمساعده أو لجهاز القيادة الآلي.
.فكيف لا نثق ولا نطمئن ونحن نعلم أن هذا #الدين وهذه #الدعوة لها مدبّر وهو من يتحكم بكل أزرار ومفاتيح هذا الكون، ولا يكون في هذا الكون إلا ما يريده سبحانه {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [آية 59 سورة الأنعام]؟!.
.وكيف لا نثق ولا نطمئن ونحن نعلم أن قبطان هذه الدعوة وهذا الدين بل وهذا #الكون لا يغفل ولا ينام ولا يتعب سبحانه {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [آية الكرسي]؟!.
.فكيف لا نثق ولا نطمئن أننا يومًا ما سنصل إِلى موعود #الله سبحانه كما يصل قبطان الطائرة إلى وجهته الأخيرة، وهو الذي أمرنا فقط بالثقة به وحسن التوكل عليه وتفويض الأمر إليه {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}، {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ}؟!
لنا بالله آمال وسلوى وعند الله ما خاب الرجاء
إذا اشتدت رياح اليأس فينا سيعقب ضيق شدتها الرخاء
فبعد العتمة الظلماء نور وطول الليل يعقبه الضياء
أمانينا لها ربّ كريم إذا أعطى سيدهشنا العطاء
.فثقوا واطمئنوا لعطائه وتدبيره وفرجه سبحانه. فالفرج والعطاء الذي يأتي بعد الشدة والبلاء فإنه سيدهشكم، وإن غدًا لناظره قريب.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.




